باحث اقتصادي : لهذا السبب ارتفع سعر الدولار؟؟؟
أكد الباحث الاقتصادي الدكتور ماهر سنجر للحديث، أنه لا يمكن لأحد أن ينكر الارتفاع السريع والتدريجي في سعر الصرف في السوق السوداء، وخاصة أنه حديث الشارع اليوم، لكن لا يمكن لأي منا الرمي جزافاً بالتكهنات وذلك لحساسية هذا الموضوع ولما له من أثر على السوق السورية.
وأضاف سنجر: أولاً لابد لنا أن نثير جملة من التساؤلات وأهمها التساؤل عن توقيت ارتفاع الدولار الذي بدأ منذ فترة لا بأس بها (قد تقارب العام)، مع تسارع بوتيرة الارتفاع خلال الأسابيع الأخيرة التي سبقت العيد وتلته لتمتد لفترة افتتاح المدارس، والتي تحتاج بها الأسرة السورية لموازنة خاصة لتغطية النفقات المدرسية.
ولفت إلى أن تتالي عمليات رفع سعر الصرف في السوق السوداء لم يأت من فراغ، بل كان الهدف منه هو تحقيق جملة من الأهداف الاقتصادية والسياسية والتي يمكن أن نوجز بعضها أولها تفريغ الانتصار العسكري في خان شيخون للفت عين المواطن والرأي العام الداخلي والخارجي لنواحي أخرى تقلل من مدى أهمية الانتصار العسكري، والانتصارات التي ستليه لحين استعادة كل شبر من الأراضي السورية، كما أن التوقيت الذي تم اختياره لتسريع وتيرة ارتفاع سعر الصرف يأتي بالتزامن مع أزمات اقتصادية بدأت تلوح بالأفق لدى دول الجوار، وخاصة تركيا التي تعيش حالة من تقلبات سعر الصرف تتزامن مع حالة من التقلبات في قرارات السياسة النقدية التركية، والتي لم تنتج إلى الآن بما يساعد الاقتصاد التركي على وقف انخفاض قيمة الليرة التركية.
وبين سنجر أنه مخطئ من يظن بأن حالة الارتفاع الحالية وأثرها على الأسواق يمكن عزلها عما يحصل من حالة تقشف وبحث عن حلول في لبنان لتمويل العجز بالدين، فالارتباط بين الأسواق السورية واللبنانية بطبيعته الجغرافية والديموغرافية والاقتصادية يجعل من الآثار الاقتصادية عابرة للحدود دون إهمال دور السوق السوداء في لبنان في المضاربة على سعر صرف الليرة السورية، فاليوم يمكن لأي مراقب للسوق السورية أن يلحظ اهتمام رجال الأعمال اللبنانيين بالانتقال للعمل في السوق السورية خوفا من انهيار اقتصادي جديد في لبنان.
وتابع قائلاً: إن التوقيت غير العبثي لتسريع وتيرة رفع سعر الصرف في السوق السوداء بالتزامن مع التحضيرات لإطلاق معرض دمشق الدولي هو رسالة مبطنة لمحاولة التأثير المسبق على النتائج التي يمكن الحصول عليها من تنظيم المعرض، وهو ما ترافق مع بيان للسفارة الأمريكية بفرض عقوبات على كل من سيشارك بمعرض دمشق الدولي، كما أن للقرارات التي تتخذ تباعاً من قبل الأردن بخصوص استيراد المنتجات السورية أثراً على سعر الصرف ترافق بشكل عام مع ضعف بحجم الصادرات السورية مقابل ارتفاع بحجم فاتورة المستوردات السورية، بما فيها المشتقات النفطية الواجب استيرادها لتلبية احتياجات المواطنين من المحروقات في فصل الشتاء، و من ناحية دولية أثرت المخاوف بشأن استقرار التجارة الدولية على كافة العملات وخاصة في ظل الحرب الصينية الأمريكية وترقب الأسواق اعتباراً من اليوم للقرارات الأمريكية التي ستتخذ قبل الاجتماع الأمريكي الصيني، فالنفط الأمريكي ارتفع والذهب تألق في ظل ارتفاع لسلة العملات مثل الين الياباني وغيره مع استقرار ملحوظ للدولار وتخوف جديد على مستقبل اليورو.
وأضاف من الصعب اليوم الفصل بين ما يحدث على مستوى سعر الصرف وما يطلق من إشاعات وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، وكل ما سبق لا يعني بأن المضاربة غير المشروعة في الأسواق السورية غائبة بل على العكس هي الوسيلة الأمثل لتحقيق ما يراد تنفيذه من القائمين على هذه الحرب الاقتصادية، فاليوم بإعلان مصرف سورية المركزي عن تغير طريقته في التعامل مع المضاربات جعل من كل العوامل السابقة تطفو إلى السطح، ودفع منفذيها إلى الرمي بها بحملة واحدة وبتوقيت حساس اقتصاديا وسياسياً.
وأشار إلى أن التوقيت بعالم الاقتصاد هو من أهم العوامل التي يجب أن نحسبها جيداً، فالكثير من الدول والشركات خسرت حربها الاقتصادية لسوء تقدير التوقيت المناسب.
وختم سنجر: بقوله من منبركم نعيد التأكيد على ضرورة تجنب النظر إلى الصورة بشكل مجتزئ، وإلى ضرورة وجود تشريع يعالج حالات إطلاق الاشاعات الاقتصادية.
المصدر: رصد
بواسطة :
شارك المقال: