بعد «مطرقة الشعوب» .. فيلم أمريكي يعيد «الأرنب إلى قبعته» في الحسكة
سبعة أيام من المعارك المتواصلة بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم الدولة الإسلامية بمحيط سجن «غويران» في مدينة الحسكة، كانت كفيلة بفضح أسرار عديدة حول الوضع الأمني في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيا بدعم أمريكي شرق الفرات.
«قسد تعلن السيطرة على السجن»
«قسد» أعلنت اليوم سيطرتها الكاملة على سجن «غويران» بالحسكة، بعد استسلام جميع عناصر تنظيم الدولة الذين كانوا يتحصنون في مهاجع السور الشمالي للسجن، في إطار ما أسمته قوات سوريا الديمقراطية معركة «مطرقة الشعوب».
«أمريكا وسيط»
يوم أمس وبينما كانت المعارك مشتعلة بمحيط سجن «غويران» في الحسكة، هدأت الاشتباكات فجأة بين الطرفين، حينما وصلت سيارات مصّفحة تقلّ ضباطاً أمريكيين إلى المنطقة، ودون إنذار معلن، دخل الضباط إلى السجن الذي عجزت «قسد» عن اقتحامه على مدار أيام من الاشتباكات.
الضباط الأمريكيون حملوا معهم وساطة لتهدئة الأوضاع العسكرية بين «قسد» وتنظيم الدولة، وبعد ساعات من المفاوضات داخل السجن، بدأ العشرات من التنظيم تسليم أنفسهم لقوات سوريا الديمقراطية، وبدأت المهاجع التي كانت خاضعة للسجناء تسقط واحداً تلو الآخر.
في هذه الأثناء، غابت المقاتلات والمروحيات الأمريكية عن سماء الحسكة، وهي التي استهدفت طوال الأيام الماضية مهاجع السجن والأبنية المحيطة، كما غابت أيضاً عربات البرادلي المتطورة عن محيط السجن، معلنة انتهاء المعارك تماماً
ويوم الخميس الماضي، شن تنظيم الدولة هجوماً بسيارتين مفخختين على سجن غويران، بهدف مساعدة أكثر من 5 ألاف سجين محتجز لدى «قسد»، وتمكن السجناء من السيطرة على السجن الأكبر شرق سوريا، لتدور بعد ذلك معارك عنيفة بين الطرفين أدت لمقتل المئات.
«اختراق أم تسهيلات»
الهجوم الذي جاء ضمن المربع الأمني الأمريكي داخل الحسكة، يعطي احتمالين أساسيين حول الدور الأمريكي في المنطقة، الأول أن «قسد» حامية السجن، ومن خلفها القوات الأمريكية المتواجدة في الحسكة عاجزة عن ضبط الوضع الأمني والسيطرة على سجونها المكتظة بعناصر تنظيم الدولة والمدنيين على حدٍ سواء، خاصة وأن العملية جاءت بعد تخطيط لأيام وفق اعترافات قادة «قسد»، والعناصر المهاجمة انطلقت من مناطق بعيدة نسبياً عن السجن، وتم استخدام سيارات مفخخة، وهو أكبر دليل على الاختراق الأمني.
أما الاحتمال الثاني، أن الهجوم تم تنفيذه بإشراف مباشر من القوات الأمريكية في المنطقة التي من الممكن أن تكون قدمت تسهيلات للعناصر المهاجمة، وفي هذا الاحتمال رسائل نارية أمريكية أولها إلى روسيا، حيث تتصاعد احتمالات الحرب بينهما في أوكرانيا، وتريد واشنطن القول إنها جاهزة لفتح جبهة جديدة تستنزف من خلالها الجيش الروسي شرق الفرات.
أما الرسالة الثانية فهي للدول الغربية بالضغط عليها لسحب سجنائها من شرق الفرات وإعادتهم إلى دولهم في أسرع وقت ممكن، كونهم يشكلون خطراً كبيراً، ومن الممكن أن يعاودوا نشاطهم في أي وقت.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: