بعد دخوله إلى الشمال.. هل ستتواجه "دمشق" و"أنقرة" بشكل مباشر ؟!

عروة ساتر
اختلفت المعطيات البارحة شمالي سوريا، ودخل "الجيش السوري" إلى عدد من مقرات "قسد"، حيث يضمن الطرف الروسي الحل للأزمة الحالية، مع تصريح تركي يقول «عند تحرير مدينة منبج سيدخلها أصحابها الحقيقيين»(يقصد الجيش السوري).
الباحث السياسي الدكتور "بسام أبو عبد الله" الأستاذ في جامعة دمشق قائلاً: «لا شك أن هذا قرار سوري بحت، مثل رسالة إلى "قسد" أثبتت أنها غير قادرة على حماية الأرض ولا محاربة العدوان التركي»، منوهاً لجهود روسيا بدخول "الجيش السوري" إلى هذه المناطق التي تشكل الضامن لكل الأطراف.
هذا الاتفاق الذي شمل مباحثات "روسيا" مع جميع الأطراف ولم يحدث بشكل "مباشر" بين "سوريا" و"قسد" كان اتفاق بشكل "عسكري" لا علاقة له بأي جانب سياسي فهي مساعي موسكو لتثبيت اتفاقية "أضنة" بين "دمشق" و"أنقرة"، وهذا ما أشار إليه الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" اليوم، الأمر الذي عبر عنه "عبد الله" موضحاً أن «دخول الدولة السورية إلى هذه المدن يوضح الرغبة الشعبية بعودة سلطة "دمشق" إلى هذه المناطق، مشيراً إلى أن "السلطة السورية" هي الضامن للشعب السوري بكافة أشكاله ومنهم "الأكراد"».
دخول الجيش السوري لا يقتصر على الأماكن "الحيوية" بالسكان بل وصل لنقاط "استراتيجية" هامة تنعكس على "الاقتصاد" الأمر الذي أوضحه "أبو عبد الله"، بالقول: «إن عودة سلطة الدولة على أبار النفط و المياه الاستراتيجية هو امر مهم جداً من الناحية الاقتصادية، لأن استيراد النفط كان يكلف الدولة السورية الكثير من النفقات».
تبادل النقاط بين "الجيش السوري" و"قسد" جعل من "الجيش" على مواجهة مباشرة مع "أنقرة" إلا أن هذا الوجود لا يولد خوفاً من اشتباك مباشر الأمر الذي شرحه الدكتور "عبد الله" بقوله: «المعلومات تقول لا يوجد هناك اشتباك مباشر أو معركة قادمة بين الجيش السوري والعدو التركي، كما أن التصريح الهام قاله "أردوغان" موضحاً بأنه "لن يحدث اصطدام بضمان روسي ولا السوريين يريدون المعركة بما أن الجيش التركي سيخرج ضمن إطار اتفاق "أضنة" فهذه مشكلة تحل سياسياً و روسيا تعمل على هذا الأمر».
ولا يخفى على أحد أن سبب هذه العملية العسكرية "نبع السلام" كان الحجة الكبيرة منها هي إعادة اللاجئين إلى سوريا ما يراه مراقبون كذبة من "أنقرة"، وهذا ما أكده "عبد الله" قائلاً: «اللاجئين السوريين هي مسألة "سورية" بحتة لأنهم سوريين في النهاية، ولا يكون الحل بمنطقة أمنة ولا غيرها»، مشيراً إلى ضرورة الربط بين سبب المعركة الحقيقي وقضية "اللاجئين" فهذا الملف شكل ضغط كبير على "أردوغان" في الداخل التركي والرأي العام الذي "خسره" في الإنتخابات المحلية، والحل ليس بإجراء تغيير "ديموغرافي" بل يكون بالتواصل مع دمشق».
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: