بعد اعتبار دمشق آمنة... اللاجئون السوريون يواجهون الترحيل
يبدو أن السوري يواجه الرفض في كل مكان تحط به قدمه، لا وطنه يحتضنه ولا أرض تأويه، ليترجى القدر اليوم بأن يبقى على أرض ثابتة دون أن يرحل منها، إلى بلده الذي يعتبر بزعم بعض الدول قد بات أمن في بعض مناطقه.
ربما لا تعي هذه الدول أن الأمان بالنسبة للسوري هو لقمة عيشه وسقف يعلو رأسه، ويوم جديد يبدأ وهو مرتاح البال من الوقفة على طوابير أساسيات حياته.
"نايف عودة" ناشط مدني واجتماعي في الدنمارك كشف لأحد المواقع السورية يوم السبت الماضي، أن «الحكومة الدنماركية رحلت بالفعل لاجئين سوريين لبلادهم، وذلك إلى المناطق التي تعدها آمنة مستندة في ذلك إلى تقارير استخباراتية»، مشيراً إلى أنه «يعمل على رصد حالات الترحيل، وتمكن من توثيق سبع منها حتى الآن».
وعمل "عودة" مع مجموعة من السوريين على رفع القضية إلى وزير الخارجية الدنماركي، والمفوضية الأوروبية والأمم المتحدة والائتلاف الوطني المعارض.
الحكومة الدنماركية أعلنت في 10 من أيلول الجاري، عن تعيين سفير خاص للهجرة مكلف بمحاولة إقامة مخيمات لطالبي اللجوء خارج الاتحاد الأوروبي.
وقال وزير الخارجية الدنماركي "جيبي كوفود" «يمكن لسفير الهجرة أن يساعد في فتح الباب أمام اقتراح الدنمارك بنهج جديد لوقف ضغط الهجرة على أوروبا، وضمان مساعدة اللاجئين الحقيقيين بشكل أسرع وترحيل اللاجئين المرفوضين».
البيان الحكومي أوضح أن «الهدف من هذه الخطوة يتمثل في ثني المهاجرين عن التقدم بطلب الحصول على اللجوء في الدنمارك، وتحسين ترحيل طالبي اللجوء المرفوضين، إلى جانب تعزيز سلطات الهجرة واللجوء في دول ثالثة على طول طرق الهجرة، وتقوية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي».
وصرح وزير الهجرة والاندماج الدنماركي "ماتياس تيسفاي" في 28 حزيران الماضي أنه «يجب على دائرة الهجرة البدء في مراجعة تصاريح الإقامة الممنوحة في الدنمارك للاجئين السوريين القادمين من دمشق، وما يقارب 100 ألف لاجئ عادوا إلى سوريا من المناطق المحيطة، وعلى السوريين في أوروبا العودة إذا سمحت الظروف بذلك».
وأضاف أن «المجلس الدنماركي المستقل للاجئين كان قد تدخل بخمس حالات من محافظة دمشق بعدم أحقيتهم بالحصول على الحماية المؤقتة، لأن الظروف قد تحسنت».
يذكر أن أعداد اللاجئين السوريين بلغت في الدنمارك 19 ألفًا و700 لاجئ، حسب إحصائيات الأمم المتحدة، من بين 6.7 مليون لاجئ سوري في 127 بلداً.
المصدر: رصد
شارك المقال: