Tuesday April 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

بـ«مذبحة الشعطيات» و«تأييد المحيسني».. «واشنطن» تحاول منع «الانتفاضة العشائرية»

بـ«مذبحة الشعطيات» و«تأييد المحيسني».. «واشنطن» تحاول منع «الانتفاضة العشائرية»

 

قبل 6 سنوات ارتكب تنظيم "الدولة الإسلامية"، أكبر مجزرة جماعية بحق أبناء "عشيرة الشعيطات" في مناطق ريف "دير الزور" الجنوبي الشرقي، التي راح ضحيتها ١١٥٠ شخصاً، قضوا بعمليات إعدام جماعي من قبل عناصر التنظيم، رداً على الانتفاضة الشعبية لأبناء القبيلة ضد ما يسمى بـ "الشرطة الإسلامية"، التي كانت تنتشر في قرية "أبو حمام"، ليتوسع الأمر ويشمل قريتي "الكشكية - غرانيج".

واللافت إن السفارة الأمريكية في سوريا وعبر صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك"، أعربت عن تعاطفها مع أبناء هذه القبيلة في الذكرى السادسة للمجزرة.

الجريمة التي ارتكبها التنظيم قبل ست سنوات تعد الأكبر في تاريخ الحرب التي تدور في سوريا، وأفضت إلى انقسام في القبيلة بالمواقف السياسية، فمن بقي ضمن مناطق سيطرة التنظيم حينذاك أعلن الطاعة المطلقة خوفاًعلى روحه، ومن تمكن من الفرار إلى مناطق سيطرة الدولة السورية انضم للقوات الرديفة التي لعبت دوراً محورياً في الدفاع عن مدينة "دير الزور" طيلة فترة الحصار الذي استمر لنحو ثلاث سنوات، ومنهم من انتقل إلى مناطق سيطرة الميليشيات المسلحة في البادية وانضم للقوات الموالية للقوات الأمريكية، وقسم رابع انضم إلى ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية"، ضمن فصيلي "قوات برق الشعطيات - فوج خبات الشعيطي"، والأخير يعتبر من الفصائل المشاركة في الهجوم على المناطق التي تقطنها عشيرة "العكيدات"، التي تقاتل حالياً منفردة ضد ميليشيا "قسد"، على إثر جريمة اغتيال الشيخ "امطشر الهفل".

إنّ انقسام الموقف لأبناء عشيرة "الشعيطات"، يعكس الواقع الذي تعيشه القبائل العربية قاطبة، فمع وجود مشايخ العشائر في الموقف الموالي للدولة السورية، تمكنت "قسد"، من تصنيع وجهاء على مقاسها يوالونها بشكل مطلق مقابل الحصول على المال والسطوة على أبناء قبيلتهم، وقد اجتمع هؤلاء في منزل المدعو "شلاش الهويدي"، ليعلنوا وقوفهم إلى جانب ميليشيا "قسد"، ضد "العقيدات"، معتبرين إن ما يحدث في مناطق "شرق الفرات"، من حالة اشتباك بين القبيلة وميليشيا "قسد"، حالة "فتنة"، الأمر الذي يتناقض والأمر الواقع الذي يحدث، إلى جانب أن بعض الأطراف تحاول سرقة الانتفاضة التي يقوم بها أبناء قبيلة العقيدات من خلال تحريك بعض الشخصيات التكفيرية التي يرفضها المجتمع السوري مثل الإرهابي "عبد الله المحيسني"، ليعلن الموقف المؤيد لـ "العقيدات"، الأمر الذي سيحوي للشارع السوري بأن ما يحدث شرق الفرات هو لصالح تنظيم "جبهة النصرة"، وهذا ما يمكن اعتباره حراك سياسي من قبل الأطراف المشغلة للتكفيريين و قسد في آنا معاً، لمنع تحول ما يجري "شرق الفرات"، إلى حالة انتفاضة شعبية، من خلال منع أي سبب لدى الشارع السوري لدعم هذه القبيلة.

المواقف السياسية التي أعلنت من قبل بعض العشائر القاطنة في ريف محافظة الحسكة أو دير الزور ما تزال حبراً على ورق، إذ تشير المعلومات إلى أن "العقيدات"، ماتزال تواجه الموقف بشكل منفرد، ويبدو أن واشنطن من خلال تعاطفها مع "الشعيطات"، في ذكرى المجزرة التي تسببت بسقوط عدد كبير من الضحايا على يد التنظيم، مضافا إلى ذلك تحريك المحيسني تحاول أن تمنع تشكل "بيئة حاضنة"، لـ "الانتفاضة العشائرية"، ضد "قوات سورية الديمقراطية"، والوجود الأمريكي في مناطق شرق الفرات، ومن اللافت هنا إلى أن مجازر أخرى ضخمة وقعت في مناطق من ريف دير الزور والرقة وغيرها من سورية على يد التنظيم التكفيرية لم تلقى أي تعاطف من واشنطن أو سواها.

إن بناء موقف عشائري موحد ضد قوات سوريا الديمقراطية ومن خلفها الوجود الأمريكي بات ضرورة ملحة بالنسبة لأبناء المحافظات الشرقية الذين يعيشون تحت قرارات عنصرية من قبل "قسد"، التي تضع على رأس قواتها في كل المناطق قيادات من الكرد غير السوريين المعروفين بـ "كوادر قنديل"، نسبة إلى جبل قنديل في إقليم شمال العراق الذي يعد المعقل الأساس لـ "منظمة حزب العمال الكردستاني"، الموضوعة على لائحة التنظيمات الإرهابية من قبل مجلس اﻷمن الدولي، ولابد لـ "العشائر"، من تنظيم القوات والاستفادة من "فوبيا العشائر"، التي يعاني منها قادة "قسد"، ومن خلفهم "قادة الكردستاني"، بما يفضي لإنهاء وجود "قسد"، على الخارطة الميدانية لجهة استعادة العشائر مكانتها في هيكلية المنطقة مجتمعياً، والأمر يحتاج لتنسيق مع الدولة السورية واﻷخيرة لن تتأخر بتقديم كل أشكال الدعم إذا ما وجدت مشروعا وطنياً لدى أبناء العشائر في تحرك يدعم انتفاضة العقيدات.

المصدر: خاص

شارك المقال: