أزمة غاز تضرب البلد.. و«المواطن إلك الله» !
نور ملحم
يواصل السوريون متابعة أخبار وصول السفن المحملة بالغاز بحراً مع اشتدت أزمة الطاقة بداية فصل الشتاء، وفي الوقت الذي نسمع به تصريحات الجهات المعنية التي تعطي التفاؤل لهم بوصول ناقلتين من "طهران"، نلاحظ أن سعر أسطوانة الغاز وصل لسعر 7 ألاف ليرة سورية.
لذلك يقتصد السوريون في وسائل تدفئتهم من أسطوانات الغاز المنزلي، علّها تكفيهم أياماً إضافية قبل نفادها، في حين تهتم الحكومة السورية بعقد الاجتماعات وإصدار القرارات التي تدعي لشد الأحزمة وإتباع سياسة التقشف في محاولة فاشلة لإنقاذ ما تبقى من اقتصاد البلد، ضمن حصار يُرخي بظلاله على المواطنين ليحرمهم حاجاتهم الضرورية، ويهددهم بخطر الموت، مثلما حصل مع أطفال ماتوا بسبب البرد في محافظة حلب.
وبالانتقال إلى عالم الأرقام كان قد أشار رئيس الحكومة المهندس عماد خميس في إحدى اجتماعاته أن المشاريع التنموية بلغت تكلفتها 518 مليار ليرة سورية خلال 18 شهراً، ولكن ما تزال مشكلة المشتقات النفطية هاجس يؤرق الجميع ، لتنتقل البلاد من حالة الاكتفاء الذاتي إلى الاستيراد، حيث أشار مصدر مسؤول من الشركة العامة للمحروقات في تصريح لـ "جريدتنا" ازدياد الأزمة بعد دخول العقوبات الأميركية على إيران حيّز التطبيق، وأُضيف إلى ذلك تعطيل حركة شحن النفط والغاز الإيراني عبر البحار، وهذا ما أدى إلى انخفاض كميات الغاز المستورد.
وبحسب المصدر، فإن «إيران كانت تورّد إلى سوريا ميلوني برميل نفط شهريًا، ووصلت الكمية إلى ثلاثة ملايين برميل في بعض الأشهر، لكن منذ ستة أشهر لم تصل إلى سوريا أي ناقلة نفط من طهران»، مضيفاً «إننا نحاول استخراج ما يمكن استخراجه من الآبار المحررة من الإرهاب، لافتاً إلى أن الإنتاج بلغ 15.5 مليون متر مكعب من الغاز يومياً في العام 2018، ولكن تحتاج سوريا يومياً إلى مايقارب من 7000 طن من الفيول، و1200 طن من الغاز، إضافةً إلى 6 ملايين ليتر من المازوت و4.5 ملايين ليتر من البنزين».
ويعادل الإنتاج المحلي من النفط 24 ألف برميل يومياً، في حين تحتاج سوريا يومياً 136 ألف برميل، أي ما يعادل 24% فقط من الاحتياجات المحلية، ومع عودة مناطق واسعة إلى سيطرة السلطة، تحاول الأخيرة زيادة الانتاج وسد حاجة الطلب المتزايد، وهذا ما جعل نطاق الحاجة يتسع.
ويُقدّر الاستهلاك اليومي للمحافظات السورية بـ 110 آلاف أسطوانة غاز في الأحوال الطبيعية منها 40 ألف أسطوانة للعاصمة دمشق، وتتضاعف حوالي ثلاثة مرات خلال فصل الشتاء، يُغطّي ثلثها الإنتاج المحلّي والباقي يُستقدم استيراداً من روسيا وإيران.
من المتعارف عليه أن التسعيرة الرسمية لأسطوانة الغاز 2800 ليرة سورية، إلّا أنّها نادرة الوجود في هذه الأجواء الباردة، ويختلف سعرها في السوق السوداء مُضاعفةً، حيث تُباع الاسطوانة الواحدة حالياً في مدينة حلب بـ 10 ألف ليرة سورية، وفي حمص بـ 12 ألف ليرة اللاذقية وطرطوس بـ 9 آلاف ليرة، وفي دمشق وريفها حوالي 7 آلاف ليرة.
وكان ترتيب سوريا قبل الحرب في العام 2008، من ناحية احتياطي الغاز وصل إلى المرتبة 43 عالمياً، في حين تقدم مؤشر الاحتياطي السوري من الغاز في منطقة تدمر وقارة وساحل طرطوس وبانياس، إلى المرتبة 31 من احتياطي البترول في العام 2017.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: