Saturday May 4, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

أول وجه كافر تقابله أم حمزة من4 سنوات

أول وجه كافر تقابله أم حمزة من4 سنوات QMedia Production

تقرير مترجم عن التلغراف: 

ترجمة: يارا صقر، تحرير: فارس الجيرودي

«أنت أول وجه كافر أراه منذ أربع سنوات» 

هكذا خاطبت أم حمزة إحدى المدنيات الخارجات من منطقة الباغوز آخر معاقل داعش في شرق الفرات، مراسل صحيفة "تيليغراف البريطانية".

كان وجهها مخبأ وراء عباءة سوداء ولكن صوتها كان مليئاً بالقوة والفخر، كونها تنتمي الى دولة "داعش"، هكذا وصف مراسل الجريدة البريطانية أم حمزة التي خرجت مع جمع من المدنيين حسب الاتفاق بين قوات "قسد" وداعش.

أومأت المرأة الى منطقة باغوز في شرق سورية، وهي آخر معاقل داعش هناك، وقالت: «لقد تركت أسدان يحاربان هناك فالدولة الإسلامية باقية، نحن الآن ضعفاء، لكننا سنعود».

هذه المرأة ذات الـ21 عاما كانت بين النساء اللاتي انتظرن لكي يسلمن أنفسهم إلى "قوات سوريا الديمقراطية".

كانت النساء تلتقط البطانيات المتسخة والحقائب وسط صراخ الأطفال المرتبكين، أثناء صعودهم إلى الشاحنة التي ستنقلهم شمالاً نحو مخيمات اللاجئين.

هؤلاء كانوا آخر دفعات المدنيين الذين خرجوا من الباغوز، بمنطقة دير الزور  شرق سورية، وتقدر "قوات سورية الديمقراطية" عدد المدنيين حوالي 5000 مدنياً، إلى جانب 1500 محارب داعشي لا زالوا في الداخل،  وهؤلاء نسبة ضئيلة من 8 ملايين شخص كانوا يعيشون في مرحلة من المراحل  تحت حكم راية "داعش" السوداء.

لكن حتى في ساعات الذل الأخيرة، التي وضعت بها تلك النساء، لا يزلن يشعرن بالفخر، لانتمائهم لما يسمينه بـ"الدولة الإسلامية"، رغم كل ما ظهر من جرائمها بحق الإنسانية، متوعدين بالرجوع إلى المناطق التي خرجوا منها مهما طال الزمن.

وهذا ما أكدته أيضاً أم محمد وهي امرأة من البوكمال ذات ال 37عام، وبعيداً عن اسم ولدها الأول فإن ابنها البكر كان قد مات في البوكمال، وابنها الثاني قد تم تقطيعه في بلدة سوسة في سورية، أما أطفالها الخمس الباقيين فما يزالون يحدقون بوجوه تملؤها الطين، وبعيون يخنقها الخوف نحو أمهم.

فما المقابل الذي حصلت عليه هذه المرأة من التضحية بأولادها الاثنين، وتعريض الباقين لأهوال الحرب؟ يتساءل مراسل التلغراف.

تابعت أم محمد حديثها قائلة: «الله لم يخلقنا لهذه الحياة، بل خلقنا لحياة أخرى، ووعدنا بالجنة التي من أجلها نبيع أرواحنا وأرواح أطفالنا».

وفي غضون حديثها عن حقدها المسموم تجاه المسلمين الشيعة،  أعطتنا لمحةً عن الوضع داخل باغوز قبيل خروجها منها، يضيف المراسل البريطاني.

فعلى الرغم أنهم كانوا يقطنون في خيام من الخرق، فإنها بالنسبة لها كالقصور، فقط لأنها تحت حكم دولة "داعش".

وشرحت المرأة عن الوضع المعيشي المأساوي الذي تعرض له المدنيون في الباغوز، من غلاء للمعيشة وارتفاع للأسعار هناك، على الرغم من تزويد داعش لهم بالطعام ولكنه كان قليلاً جداً.

لكن بينما كانت أم محمد تتحدث كانت هنالك امرأة من "قوات سورية الديموقراطية" بوشاح ملون، تفتشها لتتأكد مما يمكن أن تخفيه تحت عباءتهافالمعروف أن النساء الداعشيات جاهزات لتفجير أنفسهن في أي لحظة.

إذ لا تمتلك "داعش" أي روادع أخلاقية تمنعها من توظيف النساء والأطفال في مهمات التفجير الانتحارية.

لقد مرت ساعات ترحيل المدنيين الداعشيين الى الشاحنات من دون حدوث أية خروقات للاتفاق مع "قسد"، ذلك تحت رقابة مقاتليها، حيث قام رتل من قوات الكومندوس الخاصة بسوريا الديمقراطية بمراقبة خروج المدنيين، من خلال نوافذ سياراتهم.

وقالت إحدى الأمهات :" لقد وعدنا مقاتلو "داعش" بأن ممثلين عن الأمم المتحدة سينتظرون استقبالنا بمجرد خروجنا من الباغوز"، لكن بدلاً عن ذلك، وجدوا الخارجون فقط الغزاة الأكراد والصحفيين ينتظرونهم.

 

بالمقابل أصرت الأم على  أن "داعش" لم تضللها «لا يوجد خيانة في الدولة الإسلامية» حسب رأيها.

صرحت نساء "داعش" أنهم قد أمروا بالخروج من المنطقة، وذلك بعد اتفاقية ابرمت بين "داعش" وقوات سورية الديموقراطية، والتي سمحت لهم بالرحيل وذلك مقابل إطلاق سراح الأسرى الأكراد.

هذا وكانت قوات سورية الديموقراطية، قد أنكرت إبرامها أي اتفاق مع داعش، لكنها  رحبت بالمقابل بخروج المدنيين من باغوز.

كما أصابت الصدمة  قادة "قوات سورية الديموقراطية" من عدد النساء والأطفال الذين خرجوا من المنطقة  الصغيرة التي تسيطر عليها "داعش"، إذ كانوا يتوقعون في الأصل أن يكون هناك حوالي 1500 مدني فقط، لكن أكثر من خمسة آلاف مدنياً غادروا المنطقة.

وبينما الكثير من النساء استمرين بالادعاء بإخلاصٍ لداعش، فإن هناك قلة تبرأت من الجهاديين الداعشيين.

أم محمد لديها بعض التوضيحات حول تلكم النساء «الجميع هنا مؤيد للدولة الإسلامية، كل واحد منا،وكل من يدعي انه ليس له علاقة بها فهو كاذب».

 

المصدر: خاص

شارك المقال: