Friday May 3, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

أول تلويح تركي بعملية عسكرية في ادلب

أول تلويح تركي بعملية عسكرية في ادلب

فارس الجيرودي

فيما كانت الأنظار متجهة نحو منطقة شرق الفرات إثر قرار الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الانسحاب من سوريا، تفاجأ المراقبون للوضع السوري بالحملة الواسعة التي نفذتها ما يسمى بـ"هيئة تحرير الشام" الغطاء السياسي لجبهة النصرة على مناطق سيطرة شركائها السابقين في مقاتلة القوات الحكومية السورية في مناطق أرياف حلب وحماة وإدلب، حيث ابتلعت الهيئة مساحات واسعة من الأراضي، واستطاعت تفكيك "حركة نور الدين الزنكي" بالكامل، والقضاء على نفوذ حركة "أحرار الشام" في "قطاع الغاب"، حيث توصل الطرفان إلى اتفاق بحل أحرار الشام لنفسها في جبل شحشبو وسهل الغاب، المنطقة التي تعتبر أحد أهم روافد الحركة بالمقاتلين.

وفيما احتار محللون في تفسير أبعاد وأسباب تمكن "هيئة تحرير الشام" من تحقيق هذا التوسع في نفوذها، أرجع آخرون السبب إلى قرار اقليمي تركي، برفع الغطاء عن الحركات الموالية لتركيا، والمنضوية تحت التحالف المسمى بـ"الجبهة الوطنية للتحرير" وهي مجموعة من فصائل ما كان يسمى بالجيش الحر، حيث اكتفت تركيا بإجلاء القادة المهمين من ميادين القتال، تاركة بقية العناصر لمصيرهم في مواجهة "هتش"، ولعل التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية التركية "تشاوويش أوغلو" لقناة "إن تي في" التلفزيونية، تساعد على تفسير النوايا التركية أكثر.

ففي تطور لافت على الموقف التركي تحدث وزير الخارجية التركي "أغلو" اليوم الخميس للقناة التركية عن احتمال «عملية عسكرية في إدلب تشارك فيها تركيا إلى جانب أطراف أخرى، ليس فقط روسيا، لاجتثاث المتطرفين من المنطقة»، كلام وزير الخارجية التركي ليس جديداً فقط لناحية إشارته لعملية عسكرية تنسق فيها أنقرة مع «أطراف أخرى غير روسيا» في إدلب، مما يفهم منه إشارة للحكومة السورية، بل هو هام أيضاً لأنه قبل ذلك أول موافقة تركية على عملية عسكرية في تلك المحافظة، ذلك بعد أن حافظت أنقرة على موقف رافض بشدة لأي عملية فيها، بذريعة الخوف من ما وصفته بـ«كارثة إنسانية»، واحتمالات تدفق موجات من اللاجئين من مناطق القتال نحو تركيا.

تصريح وزير الخارجية التركي الأخير يؤكد صحة ما أشارت إليه مصادر مطلعة قريبة من كل من طهران ودمشق، أكدت أن روسيا حصلت على تعهدات من أنقرة وفقاً لاتفاق "سوتشي"، بتسهيل ضرب الجماعات المسلحة في إدلب ببعضها، تسهيلاً لعملية عسكرية قادمة، تشارك فيها أطراف لقاء الأستانة "روسيا، إيران، تركيا" مع القوات الحكومية السورية لتصفية ما تبقى منها في إدلب وريفها، مما يضمن ظهور تركيا بالنتيجة بمظهر المساهم في القضاء على الإرهاب، وذلك بعدما ظهرت طوال الحرب السورية، بمظهر الداعم للجماعات المتطرفة التي قاتلت القوات الحكومية السورية، بما فيها "داعش والنصرة".

ويبدو أننا -إذا صحت المعلومات السابقة- أمام حملة عسكرية واسعة لاجتثاث "إمارة النصرة" تشبه ما تعرضت له "داعش" في كل من سوريا والعراق، خلال السنتين الماضيتين.

 

المصدر: خاص

شارك المقال: