أوجلان.. زعيم لـ "الكردستاني" طالما بقي مسجوناً.. ولكن ؟!
تنقل مصادر مقربة من "قوات سوريا الديمقراطية"، عن قياداتها إن الدعوة التي أطلقها زعيم حزب العمال الكردستاني "عبد الله أوجلان"، لن تذهب أبعد من التصريح السياسي الذي من شأنه أن يفتح حواراً مع "أنقرة" فيما يخص الملف الكردي في الجنوب الشرقي من "تركيا" فقط، وإن حلم الدولة الذي تريده قيادة "الكردستاني"، قائم وإن كان "اوجلان"، لا يريده، مع العلم إن تقاطع المصالح الدولية لا تقبل بوجود هذه الدولة أساساً.
يعتبر قادة "جبل قنديل"، إن "أوجلان"، يجب أن يبقى رمزاً سياسياً لهم لا أكثر، بمعنى إن ما يصدر عن الرجل الذي تقول بعض المعلومات إنه أصيب خلال سنوات اعتقاله في سجن جزيرة "أمرلي" التركية، بخلل عقلي، وأن القرارات والتصريحات الصادرة عنه، تصاغ من قبل المحامين المدافعين عن حقوقه، وأن الرجل إن دعا إلى الحوار مع "أنقرة"، فإن ذلك بهدف إطلاق سراحه بع سنوات الاعتقال الطويلة التي قضاها في السجن الواقع في جزيرة محظورة عسكرياً.
لن تذهب قيادات "الكردستاني"، التي أدرت عمل المنظمة طيلة سنوات نحو التخلي عن النفوذ الذي حصلت عليه لجهة إعطاء "أوجلان"، الحق بإدارة الملف الكردي في أي من الدول التي يتواجد فيها الاكراد، فما يعرف باسم "قيادات قنديل"، باتوا اليوم يتمتعون بعلاقات واسعة مع المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، ومن اللافت أن هذه المنظمة لم تعلن عن اسم "مسير أعمالها"، في غياب "أوجلان"، ولا يعرف من قيادات هذه المنظمة إلا قلة كانت واشنطن قد أعلنت في تشرين الثاني من العام 2018، عن مبالغ طائلة مقابل الإدلاء بمعلومات تفيد باعتقالهم، كـ "مراد قره يلان – جميل بايك – دوران كالكان"، ومع إن "جبل قنديل" يعد جغرافياً معروفة ويمكن حصارها من خلال عمل عسكري مشترك بين "تركيا"، و "العراق"، وبالتنسيق مع "واشنطن"، إلا أن الأخيرة تعد الأكثر استفادة من وجود "الكردستاني"، كورقة ضغط على "تركيا – العراق – إيران – سوريا"، في آن معاً.
إن الحديث عن تحول في مسار عمل "قوات سوريا الديمقراطية"، أو "حزب العمال الكردستاني"، في الملفين السوري والتركي، قياساً على تصريحات "أوجلان"، الأخيرة، يعد خروجاً عن نص المنطق السياسي الذي تخضع له علاقات "الكردستاني"، مع المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، ويؤكد على ذلك سعي الولايات المتحدة الأمريكية لتبريد الرأس التركي الساخن من خلال الدفع به نحو إقامة "منطقة آمنة"، في الشمال السوري، ترضي غرور الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، الساعي لتحقيق نصر على "الوحدات الكردية"، يرمي به كورقة قوية على طاولة الانتخابات القادمة، ويعمل من خلال هذه المنطقة على إعادة توطين السوريين في شمال بلادهم، ما يمنحه ورقة قوية ثانية في العملية الانتخابية.
التفكير الأمريكي ينحصر في الحفاظ على "الكردستاني"، عبر "قسد"، مسيطراً في الظاهر على الحقول النفطية، وعلى أن التنظيمات الكردية المسلحة لا تمتلك قرارها السياسي أو التجاري، يفهم أن "واشنطن"، هي المتحكم بعملية تهريب المقدرات السورية عبر إقليم شمال العراق إلى تركيا، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن "آل البرزاني"، الذي يتحكمون بالسلطة في إقليم شمال العراق المعروف باسم "كردستان"، ورغم ولاءهم المطلق لـ "الإدارة الأمريكية"، وتنسيقهم العالي المستوى مع "تل أبيب"، إلا أنهم مهددين دوما بـ "الكردستاني"، الذي يعد المنافس الحقيقي والوحيد لهم على السلطة في الإقليم شبه المستقل الذي يحلم كل زعامات السياسية الكردية – إن صح التعبير- بأن يكون نواة للدولة المستقلة التي تريدها "إسرائيل"، كبداية لمشروع تقسيم الشرق الأوسط إلى "الاكبر"، المشكل من مجموعة من الدول القائمة على أساس عرقي أو ديني، بما يخلق جغرافياً سياسية تقبل وجود "الدولة اليهودية"، الأمر الذي يبدو أن "واشنطن"، غير مستعجلة عليه أو لا ترغب به حالياً.
يمكن القول إن "أوجلان"، يمثل "الكردستاني"، إعلامياً، ويعد "أباً روحيا"، طالما بقي مسجوناً لدى "النظام التركي" الذي يعد العدو الأول بالنسبة لـ "الكرد"، المتعصبين لحلم إقامة الدولة الكردية، لكن خروجه من السجن سيعني بداية لصراعات سلطوية في صفوف "الكردستاني"، نفسه، الأمر الذي قد يعني بالضرورة تفكك هذه المنظمة وتحولها لمجموعة من التنظيمات المتنافسة فيما بينها على تصدر الواجهة الكردية.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: