استراتيجية السويد.. هل تنجح في مواجهة كورونا ؟

تعددت وجهات النظر حول استراتيجية السويد في مكافحة فيروس كورونا، فبينما اتبعت أغلب دول العالم إجراءات عزل مشددة منعاً لتفشي الفيروس، اتخذت السويد سياسة متساهلة مع التجمعات، وعاشت بشكل مفتوح إلى حدّ بعيد.
أنصار التجرية السويدية ينطلقون من دراسة أجرتها جامعة هارفرد، تقول إن الدول التي تتشدد بإجراءات العزل لمكافحة كورونا، ستكون معرضة لموجة خطيرة من المرض خلال موسم الإنفلونزا في الخريف والشتاء، فهي ستقلل من انتشار العدوى بنسبة 60% في البداية، ولكن ستكون مرشحة لعودة الفيروس بقوة في موسم الإنفلونزا، لأن الضغط في تطبيق إجراءات العزل لم يولد أي #مناعة بين السكان.
ورغم أن الدراسة اعتمدت مبدأ "لا يمكن وقف العدوى" فإنها أشارت إلى أهمية وضع الرعاية الطبية، بحيث تكون البنية التحتية للنظام الصحي قادرة على استيعاب عدد المصابين، بمعنى لا يمكن تطبيق الاستراتيجية في الدول التي تعاني من نظام صحي ضعيف.
في مقابل ذلك، تواجه هذه الاستراتيجية انتقادات شديدة بناء على مقاربة، تبين أن السويد سجلت وفيات أكثر بعشرة أضعاف مقارنة بفنلندا المجاورة، والتي اتخذت تدابير صارمة في الإغلاق، وحظرت التجمعات بكافة أشكالها، في حين حظرت السويد التجمعات لأكثر من 50 شخصاً.
وبناء على الإحصائية، انتقد مجموعة من 20 طبيباً وإخصائياً في الفيروسات وكالة الصحة العامة في السويد، بسبب التساهل في الإجراءات، وذلك بعد تجاوز الوفيات فيها الألف حالة، بينما لم تسجل فنلندا سوى 64 وفاة.
ومن بين أشد الانتقادات التي تعرضت لها السويد، تلك التي وجهها إليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي شكك في اطروحة مناعة القطيع، واعتبر أنه "لو طبق سياسة الدولة السويدية لمات ملايين الأمريكيين بالفيروس".
مع ذلك، لا يمكن الحكم على الاستراتيجية السويدية في التعامل مع فيروس كورونا، فهي اختارت أن تسير الحياة تسير بشكل طبيعي، على مبدأ اكتساب أكبر عدد من الناس مناعة الفيروس إذا ما هاجم مرة أخرى، ولكن يمكن أن تكون خاطئة إذا ما نجحت محاولات الوصول إلى لقاح ضده أو علاج له.ش
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: