Monday April 29, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

استمرارُ حِراك "التمرّد" على آفة الفساد العراقيّ!

استمرارُ حِراك "التمرّد" على آفة الفساد العراقيّ!

أسبوعٌ من الانتفاضة و الدماء هو العنوان الأبرز لحصيلة الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها مدنٌ عراقية، تحاول أن تناهض الواقع الاقتصادي المتردّي و سوء الخدمات العامة، و تفاقم البطالة وتوغّل الفقر إلى معظم الأحياء العراقية.

المظاهرات التي رفع من وتيرتها، وجودُ حكومة تعلن مع كل يومٍ جديد إخفاقها في التعامل بجديّة مع ملفات مهمة كان من المتوقع أن تعالجها، مما أبقى الحال كما هو عليه في السنة الأولى من عمر الحكومة ربما باستثناء التحسن في توفر الطاقة الكهربائية.

وصُنّفت هذه الاحتجاجات على أنها الأكثر اتساعاً من سابقاتها، وفيها رفع العراقيون سقف طموحاتهم وطالبوا بإسقاط الحكومة برئاسة "عادل عبدالمهدي".

ومعظم المشاركين في التظاهرات، شبابٌ من مناطق فقيرة مهمشة، فتحوا أعينهم على حكومات ما بعد أحداث الغزو عام 2003، وهي عفويةٌ لا علاقة للأحزاب والكتل السياسية وحساباتها بها، ومطالب الشباب المنتفض تنبع من ما يقولون إنّها معاناتهم اليومية.

حيث رفعت المواجهات التي دارت في ساعات ليل الاثنين ،عددَ ضحايا الاضطرابات القائمة منذ أسبوع إلى 110 معظمهم محتجون يطالبون بإقالة الحكومة وإصلاحات تشمل نخبتها السياسية.

ويشكلُ امتداد العنف إلى مدينة الصدر منذ مساء الأحد، تحدياً أمنياً جديداً للسلطات التي تتعامل مع أسوأ اضطرابات تشهدها البلاد منذ دحر تنظيم داعش قبل عامين.

وعلى مرّ التاريخ، كان من الصعب إخماد الاضطرابات في مدينة الصدر التي يقطنها حوالي ثلث سكان بغداد البالغ عددهم ثمانية ملايين نسمة ويعيشون في أزقة ضيقة تفتقر كثير منها لإمدادات ثابتة من الكهرباء والماء ويعاني كثيرون منهم من البطالة.

وكانت الأمور أهدأ يوم الاثنين، وسحب الجيش قواتهُ وسلّم مهمة متابعة الوضع الأمني في المدينة للشرطة الاتحادية في دلالة على أن السلطات تريد تجنب الاشتباك مع مؤيدي رجل الدين المعارض القوي "مقتدى الصدر" الذي طالب الحكومة بالاستقالة.

في المقابل، أدان الرئيس العراقي "برهم صالح"، الهجمات على المحتجين ووسائل الإعلام، ودعا إلى فتح تحقيق في وقائع العنف.

وقال في كلمة نقلها التلفزيون العراقي إن "ما حدث من استهداف للمتظاهرين السلميين والقوات الأمنية بالرصاص الحي ومن استهداف للإعلام والإعلاميين غير مقبول".

أمّا على الصعيد الدولي، فقد أبلغ وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو"، رئيس الوزراء العراقي "عادل عبد المهدي"، بأنه يثق بالقوات العراقية ويؤيد الحكومة العراقية في مساعيها لاستعادة الأمن.

وفي سياق متصل، انقطعت خدمات الانترنت على مدى أيام مما تسبب في انقطاع الاتصالات على نحو ساهم في انتشار مشاعر الاستياء، لكن عادت تلك الخدمات لبضع ساعات مساء الاثنين، ونشر البعض تغطية للاحتجاجات الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تتوقف الخدمة من جديد.

والاضطرابات التي تفجّرت خلال الأسبوع المنصرم أنهت فجأة هدوءاً نسبياً على مدى عامين لم يشهده العراق منذ سقوط  "صدام حسين" عام 2003

 

 

 

المصدر: رصد

بواسطة :

شارك المقال: