Friday April 26, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

أردوغان.. وسياسة الهجوم للتغطية على مشاكل الداخل

أردوغان.. وسياسة الهجوم للتغطية على مشاكل الداخل

ما الذي يدفع بأردوغان لفتح جبهة بادرة في قره باغ ؟ هل هي الضغوط الاقتصادية ومحاولة لصرف النظر عن وضع داخلي متأزم، أم أنه استغلال لفراغ سياسي، إن لم تستغله تركيا سيسعى آخرون لملئه بما يهدد مصالح بلاده.

لا شكّ أن حضور تركيا المتزايد في العالمين العربي والإسلامي، قد بلغ ذروته في ليبيا عبر التدخل العسكري المباشر، إلا أن قرار التدخل في حرب أذربيجان مع أرمينيا، قد يكون لأسباب داخلية أكثر منها خارجية، فعلى الرغم من أنّ الاقتصاد التركي متنوع المصادر، لكنّه يعاني من أزمات مختلفة في الفترة الأخيرة، لعل آخر تجليات تلك الأزمات الهزة الكبيرة التي شهدتها الليرة التركية، التي فقدت نصف قيمتها في أقل من 3 سنوات، لتصبح بذلك أكثر عملة تسجل تراجعاً من بين عملات الدول النامية.

ويعاني الاقتصاد التركي من ركود متأزم، طال معظم القطاعات الأساسية بسبب السياسة الاقتصادية التي يتبعها أردوغان، إذ سبق وأشار زعيم المعارضة التركية كمال غليتشدار أوغلو إلى أن الخزينة التركية فارغة، وعجز الموازنة العامة في الوقت الحالي هو الأكبر في تاريخ تركيا، حيث سيتم الاقتراض من أجل تغطية العجز في الميزانية. 

وما يؤيد هذه الرأي، افتعال الأزمات في الشمال وفي الجنوب وفي الغرب، ففي الوقت التي كانت الأمور مرشحة لاندلاع حرب بحرية مع اليونان، اتجهت الأنظار فجأة إلى الإقليم المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان.

في المقابل يمكن اعتبار إشعال الحرب في قره باغ، تتمة لسياسة التمدد الهادئ التي يتبعها أردوغان في السنوات الأخيرة، مستفيداً من عدّة ظروف، خصوصاً أن التوسع التركي يحظى بدعم إعلامي موازي، تحت مسميات "التدخل العقائدي"، وهو ما يبرر أيضاَ الاستعانة بمقاتلين أجانب مرتزقة، فهو لا يخسر قاعدته الداخلية عبر زج جيشه في حروب خارجية خاسرة، وفي نفس الوقت يكسب الدعم في العالم الإسلامي والعربي في ظل الخيبات المتلاحقة التي تعيشها شعوبه.

كلا الاتجاهين وإن اختلفا في الأهداف يعبران عن سياسية تركية مترنحة، فإلى الآن الخسائر أكبر من المكاسب، فالأمور في ليبيا لم تحسم لصالح أحد، وتتجه نحو اتفاق سلام دائم، وكذلك الأمور في البحر المتوسط لم تتغير، فلم يبقى إلا الجبهة الأخيرة في قره باغ، والتي تشير الأمور فيها إلى بقاء الوضع على ماهو عليه، مع الإجماع الدولي على التزام التهدئة ووقف الحرب، وإبقاء الإقليم تحت الحماية الأرمينية.

وعلى ذلك، يبقى حلم التوسع التركي وهمياً، ويصطدم بالاعتبارات الدولية، فالخوف والقلق من تمدد إيران، لا يبيحان لتركيا التمدد، كما أن الوضع الداخلي التركي لا يسمح بمغامرات أكثر في ظل الأزمة الاقتصادية الطارئة، والتي ستحدد الغالب على الأرجح في الانتخابات القادمة.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: