Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

أردوغان أمام الخيار الأصعب ..!!

أردوغان أمام الخيار الأصعب ..!!

تأتي زيارة الرئيس التركي "رجب طيب أإردوغان" إلى روسيا، للقاء نظيره الروسي "فلاديمير بوتين"، في ظل توقيت أشبه بالحرج والضعيف، لبحث عدة قضايا معقدة تحتاج إلى قرارات مفصلية حاسمة، لاسيما في الملفين السوري والتسليحي معاً، بعد خسارة حزبه (حزب العدالة والتنمية) بأربع مدن رئيسية، هي إسطنبول وأنقرة وإزمير وأنطاليا بالتزامن مع تراجع الاقتصاد التركي، بينما تواصل الليرة التركية هبوطها أمام الدولار الأمريكي.

توقع مراقبون بأن الاقتصاد التركي سيواجه انكماشاً بعد بضعة أشهر، أردوغان وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره الروسي، لم يتطرق بشكل مباشر ومفصل إلى الملفين السوري ومنظومة الصواريخ "إس-400"، بل جرى التركيز على الجوانب الاقتصادية ورغبة البلدين بزيادة حجم التبادل التجاري إلى عتبة 100 مليار دولار سنوياً في أقصر وقت ممكن، لرفع قيمة الليرة التركية.

ولكن ما نسيه أردوغان خلال مؤتمره الصحفي، أو تناساه، هو الأمر الأصعب والأكثر أهمية ألا وهو ملف التسليح بمنظومة صواريخ "إس -400"، والمفترض أن تتسلمها أنقرة قبل يوليو/تموز، بحجة سلامة الأمن القومي لتركيا، وليست لموجهة ضد أي دول ثالثة، إلا أن الإدارة الأمريكية تسعى جاهدة لإلغاء هذه الصفقة وشراء منظومة صواريخ باتريوت الأمريكية.

تركيا تقف حالياً موقف الحائر، فهي إما أن تمضي قدماً في شراء المنظومة الروسية، وهذا يعتبر تحديا للإدارة الأمريكية ومواجهة عقوباتها، أو التراجع عن شراء هذه الصفقة برغم تسديد بعض أقساطها، واستبدالها بالمنظومة الأمريكية، وهذا ما يعني خسارة الروس كلحليف جديد للدولة العثمانية.

أما فيما يخص الملف السوري، طالب الرئيس الروسي حليفه التركي "الجديد"، الالتزام بتعهداته بالقضاء على التنظيمات المسلحة وخاصة تنظيم "هيئة تحرير الشام" التي تسيطر على أكثر من 80 بالمئة من محافظة إدلب، الأمر الذي يعني إرسال قواته إلى إدلب لمحاربة التنظيم ما قد يؤدي إلى هجرة مئات الآلاف من سكان المدينة إلى الداخل التركي طلباً للسلامة، وسقوط آلاف الضحايا من جيشه، وهذا ما لايريده أردوغان، فهل يفعلها ويبدأ العمليات العسكرية ..؟

أردوغان معتزم على شراء المنظومة الروسية، وهذا يعني أنه لا يريد التفريط بالحليف الروسي الجديد، ما يعني أنه سيقبل الالتزام بالمشروع الروسي لحل أزمة شرق الفرات، وشمال سورية وغربها، مما يؤدي لإعادة إحياء العمل باتفاق أضنة الموقع عام 1998 مع الحكومة السورية، كما يرى خبراء في الشأن الإقليمي.

موقف الرئيس التركي بات في حيز ضيق ومساحة المناورة أمامه تقلّ بشكل متسارع، فما هي الخيارات التي ستكون أمامه وفي أي معسكر سيقف، الروسي أم الأمريكي؟؟

 

المصدر: صحف

شارك المقال: