«أربيل» تحتضن حوار لفرقاء الأكراد السوريين.. ماذا في التفاصيل ؟!
تعمل حكومة "إقليم كردستان" على عقد حوار "كردي - كردي"، بين القوى السياسية والمسلحة التي تزعم تمثيل الشارع الكردي في سوريا، على أن يكون الحضارين في هذا الحوار من الداخل السوري، شخصيات تمثل "حزب الاتحاد الديمقراطي"، بما يمثله من حضور في المشهد نتيجة لكون "الوحدات الكردية"، تعد جناحه السياسي، الذي يقود في الوقت ذاته تحالف "قوات سوريا الديمقراطية"، التي تعمل تحت الظل الأمريكي في سوريا، فيما سيكون الطرف الآخر، مجموعة من الشخصيات التي تمثل أحزب "المجلس الوطني الكردي"، والأخير يعد من مكونات "الائتلاف المعارض"، ويدين بالولاء المطلق لحكومة "أنقرة"، ولديه تشكيل مسلح يعرف باسم" بيشمركة روجا آفا".
الهدف من الحوار بحسب بعض المصادر المقربة من "قوات سوريا الديمقراطية"، هو التوافق على شكل ما سينشأ من "إدارات محلية"، ضمن مناطق الشريط الحدودي، وسيكون لبحث ملف إشراك "بيشمركة روج آفا"، في تشكيل "القوة المحلية"، التي يجب أن تنتشر في بعض المناطق ذات الطابع الكردي بما يتناشب والرؤية التركية لمناطق الشمال السوري، وذلك يعني أن مناطق كـ "المالكية - عامودا - الدرباسية"، يجب أن تكون حاوية على موالين لـ"أنقرة" من القوى الكردية المسلحة، وقد يفهم من هذا الاجتماع، أن الأتراك يمهدون لانقلاب "قسد"، على الاتفاق الذي عقد مع الحكومة السورية، الأمر الذي يعجب الأمريكيين، ويفضلونه.
بحث قوات سوريا الديمقراطية عن مخارج سياسية للعدوان التركي بما يبقيها في مناطق الشمال القريبة من الحدود، سيدفعها للقبول بتقديم تنازلات داخل السورية، وتؤكد المصادر أن أولى هذه التنازلات ستكون في منطقة المثلث الحدودي بين سوريا والعراق وتركيا، وهو متمثل بمدينة "المالكية"، والمناطق المحيطة بها بأقصى الشمال الشرقي من ريف محافظة "الحسكة"، وتأتي أهمية هذه المنطقة من قربها من واحد من أكبر حقول الغاز الطبيعي في الشرق الأوسط والذي يقع في منطقة "السويدية"، مضاف إليه حقول "قره تشوك"، وإلى الغرب قليلا منهما، تقع حقول "رميلان النفطية"، وبالمقابل، ستحصل "قسد"، على اعتراف بها من قبل "الائتلاف المعارض"، وقد يقبل الأتراك بدخولها إليها كقوة قائمة بذاتها، وبالتالي يتم تمثيلها في أي مناسبة سياسية مستقبيلة ستعقد في "جنيف"، أو "أستانا"، كما تطالب "قسد"، بتمثيلها في "اللجنة الدستورية"، ضمن وفد المعارضة أو وفد يمثل" قوى الشمال السوري".
التسوية السياسية بين الأطراف الكردية المتناحرة، قد تفضي إلى عقد هدنة طويلة الأمد بين الحكومة التركية و"حزب العمال الكردستاني"، شرط عدم تدخل الأخير بالسياسة التركية والإجراءات الدستورية كـ" الانتخابات البلدية - البرلمانية - الرئاسية"، بشكل مباشر، وهذا ما قد يمهد في مستقبل بعيد لفتح حوار ينهي الموضوع الكردي في جنوب شرق تركيا، وبحسب فهم قادة "قسد"، فإن أنقرة ستسخدم محاولة تسوية الخلافات "الكردية - الكردية"، في سوريا، لتحقق أهدافاً سياسية في الداخل التركي، وبمفهوم مبسط، يبيع أردوغان الأمان للقوى الكردية في سوريا وشمال العراق، مقابل شراءه حيادهم ومن صمتهم النسبي في الملفات التركية، والأمر ما هو إلا صفقة قد تقبل بها "قسد"، رغم خرقها لمفاهيم الوطنية السورية.
هي أكثر المراحل حساسية بالنسبة للشمال السوري خلال كل مراحل الحرب، ولابد من ضرورة تعلم القوى الكردية أن الجانب التركي لا يؤمن، كما أن الأمريكيين غدو أكثر وضوحاً في تحديد أهدافهم مما يجري في سوريا.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: