عقوبات سوريا تخنق لبنان
عروة ساتر
ليس فقط في سوريا بل في لبنان، أزمات اقتصادية كبيرة تضرب الاقتصاد، بالرغم من سنوات القتال في سوريا وعقوبات أجنبية ومقاطعة لمعظم دول العالم لحاجات الشعب السوري بذريعة الضغط على النظام الحاكم الا أن هذه الضغوطات لم تجعل من رغيف الخبز في "سوريا" مصدر تفكير و خوفٍ كما يحصل في "لبنان" اليوم فما الذي يجري.
شهدت العاصمة "بيروت" منذ أسابيع مظاهرات في أكبر ساحاتها مطالبين بتحسين الوضع الاقتصادي وتوفير حياة كرية أفضل، لم تتوقف على هذه المطالب فبعد أيام قليلة وضع "الخبر و القمح" إشارة تعجب جديدة على عمل الحكومة و سياستها الخارجية و الداخلية.
وحول هذه الأزمة أكد العميد "مصطفى حمدان" أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين (المرابطون)، ما يجري قائلاً: «لبنان ليس بجزيرة في المحيط الهندي او الأطلسي منعزل، فهو يقع ضمن واقع "جيوستراتيجي" عربي و بالتالي يتعرض لما تتعرض له المنطقة ككل»، مضيفاً أن الفساد الذي تتعرض له و المحسوبيات أثرت على واقع المواطن "اللبناني".
"العميد حمدان" صرح لجريدتنا أن من أسباب الأزمة التي يعيشها الاقتصاد اللبناني حالياً هي: "صعوبة تحويل الأموال وبعض القرارات الخاطئة التي أوصلت لبنان الى ما هو فيه بالإضافة للمقاطعة بشكل أو بأخر لـ"دمشق" و البعد عنها".
موضحاً أن قلة من الخبراء اللبنانيين لا يستطيعون تغيير الواقع الاقتصادي اليوم لذلك حسنوا بعض الجوانب "الاقتصادية" ولهذا تعالج بعض الأزمات الاقتصادية فلو كنا منسجمين مع الواقع الاقتصادي السوري لتغير الحال (يقصد الاقتصاد اللبناني).
المظاهرات في لبنان عبرت عن إرادة حقيقة في التغيير الاقتصادي و المطالبة بحياة كريمة من "المتظاهرين" والخوف من إدخال هذه المظاهرات في تشعبات طائفية مذهبية (كما أشار العميد) موضحاً: "نرى بعض الأطراف اللبنانية تحاول من خلال فسادها و نهب للمال العام أن تغطي هذا «الفساد» عبر محاولات ادخال اللبنانيين في مزاريب الطائفية و بالتالي منع خروج حالة رافضة للواقع "اللبناني" تشكل مدخلاً للتغير و الاصلاح وبناء الوطن "اللبناني" الحقيقي"، مضيفاً أن هناك لبنانيين اليوم يشككون في مستقبل وجودهم و ومستقبل أولادهم بالتزامن مع نسبة بطالة عالية و الهجرة الى الخارج أصبحت على مستوى عالي.
العزلة الاقتصادية التي من المفترض أن تهلك «دمشق» وتنقلب على نظامها انقلبت على الدول المجاورة، لعل أبرز ما ساعد "سوريا" في هذه الظروف هو موقعها الهام خاصةً بالنسبة «للبنان» فمن لا يدرك عن قصد او غير قصد او بطبيعة الحال عن أهمية المبادلات الاقتصادية والعلاقات بين سوريا ولبنان يحاول إخفاء الحقيقة.
العميد حمدان وَضّح "لجريدتنا" عن أهمية الدخول في السياق الاقتصادي السوري من قبل حكومة لبنان قائلاً: «الدخول إلى سوريا عبر الواقع الرسمي اللبناني الحقيقي هو الذي يؤدي لحل جزء كبير من المشكلة الاقتصادية في لبنان وخاصة أن سوريا كانت و ستقبى سوقاً عظيماً للبضائع اللبنانية».
وفي العودة للموقع السوري الهام ودوره في الاقتصاد للدول المحيطة أوضح "العميد حمدان" أن "سوريا" معبر كبير «للداخل العربي» سواءً من المعابر "العراقية" او "الأردنية" الذين يعتبرون ممر مهم "للاقتصاد اللبناني" كي يتواصل مع "الداخل العربي".
وختم العميد حمدان تصريحه لجريدتنا مؤكداً على ضرورة فتح العلاقات مع سوريا واصفاً من يحاول إخفاء هذه الحقيقة (بالشخص الذي يدفن رأسه بالرمال ومُضّر لأهلنا اللبنانيين في لقمة عيشهم).
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: