اقتصاد النازحين... بحصة بتسند جرة
نور ملحم
تسع سنوات هي المدة الزمنية للنازحين السوريين من منازلهم نتيجة الدمار ليعودوا إلى نقطة الصفر.. فأوضاعهم الاقتصادية توقفت مع إطلاق أول طلقة بندقية وأول قذيفة هاون استهدافت البنية التحتية الاقتصادية الرئيسية كالمشافي والطرقات العامة والمصانع والأسواق إضافة لفرض قيود مشددة على الواردات والتحركات والمعاملات المالية مما أدى إلى تعطيل تدفق البضائع الضرورية لبقاء المدنيين على قيد الحياة، بما في ذلك المواد الأولية ومواد البناء والمستلزمات التي تلامس الحاجات الضرورية، والنتيجة النهائية هي بيئة اقتصادية هشة أصبحت السلع الأساسية فيها نادرة للغاية ومرتفعة التكلفة علاوة على وجودها بعيداً عن متناول الناس.
رجل بسن طفل ...
خالد لم يتجاوز 12 عاماً يعمل ببيع المثلجات والمشروبات الباردة في مركز الإيواء، حيث يقوم بتأمين بضاعته من ندوة المركز التابعة للمؤسسة العامة للتجارة السورية لمساعدة عائلته المكونة من ستة أشخاص.
يقول خالد، أربح بكل قطعة عشرة ليرات سورية أقوم بتجميعها حالياً لشراء مروحة لعائلتي التي لا تملك راتباً من الدولة لأن والدي كان عمله في تصليح الدرجات وهو عاجز حالياً لذلك أعمل لتامين المال لعائلتي .
للحلاقة تسعيرة
أما عبد الله فبعدما دمرت محلاته التجارية في دوما اضطر أن يفتتح مصلحة خاصة به وهي حلاقة رجالية حيث قام بتأمين العديد من المعدات البسيطة للعمل وضمن الخيمة التي كتب على بابها حلاق للرجال فقط يقول لجريدتنا: أستطيع تأمين مردود مالي بسيط من خلال هذه المهنة فكل زبون له سعر فحلاقة الرأس 200 ليرة سورية وحلاقة الذقن 150 ليرة سورية ، مستحقاتي اليومية حوالي 1000 ليرة سورية وذلك بحسب عدد الزبائن .
يكمل عبد: أزمة السيولة ونقص السلع وارتفاع الأسعار أدى إلى التدهور الاقتصادي الشديد والقيود المفروضة على الواردات من أهم العوامل التي أدت إلى نقص السلع الأساسية وارتفاع الأسعار، مما جعل من الصعب لآلاف النازحين توفير حاجاتهم الخاصة والتي تعد من الضروريات .
التنظيف والنقل ...
الكثير من العائلات تمكنت من العمل في المنطقة الصناعية بحسياء مقابل أجور لا تتعدى 50 ألف ليرة سورية شهرياً لتوفير أموال لاحتياجات ضرورية أخرى تتعلق بالصحة والتعليم والمعيشة، حيث يؤكد سائر لـ " جريدتنا" طلبت العمل لتأمين مردود مالي لأطفالي وأعمل حالياً من الساعة 7 إلى 4 ظهرا كعامل نظافة مقابل مبلغ 1500 ليرة يومياً ويتم محاسبتي كل يوم خميس لافتاً إلى أنها لاتغطي نفقات عائلته ولكن أفضل من الجلوس .
الورد المجفف مصدر رزق ...
تجمع أم فؤاد الورود على أطراف الخيام في مركز الإيواء لتقوم بتجفيفه ومن ثم بيعه، تبين السيدة التي تعتبر الورد " الزهورات" مصدراً لرزقها ثمن الكيلو يتراوح بين 1500 و 2000 ليرة سورية في الحقيقة، تقول الأم المفجوعة: نتمكن من جمع عشر أكياس يوميا فالورد أكثر النباتات التي تنبت في هذا الفصل في المركز... هذا لا يمكننا من أن نصبح أغنياء، لكنه يوفر لنا دخلا محترما .
آلام كثيرة في قلب كل مهجر ترك بيته وعمله هرباً من الإرهاب والحصار ليجد السكن المشترك حلاً مؤقتاً بينما تنتهي الحرب ويعود إلى منزله فزاد ألمه ألماً، وزاد قهره قهراً.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: