انزلاق في التربة يخرج تحويلة بتكلفة مليار و200 مليون

رماح زوان
لم يتحمل طريق تحويلة الحفة في ريف اللاذقية كثيراً حتى انهار قسم منه بعد عدة أشهر من انتهاء العمل به وبعد الأمطار والعوامل الجوية التي تعرضت لها المنطقة خلال الأيام والأسابيع الماضية على الرغم من تكلفته الباهظة والتي قدرت بمليار و200 مليون ليرة سورية.
وبين عضو المكتب التنفيذي في محافظة اللاذقية علي قاسم لجريدتنا أن تحويلة الحفة أنشئت بغرض توفير حوالي 10 كيلو متر على المواطنين القاصدين صلنفة، وتخفيف الضغط عن منطقة الحفة.
وأوضح قاسم أن طول الطريق 4 كم و200 متر، والمسافة التي تخرب فيها الطريق تقدر ب 60 متر نجم عن انزلاق في التربة بسبب طبيعتها الغضارية في المنطقة وعلى بعد 50 متر عن الطريق فتسبب بتكسر الطريق نفسه وانزلاقه بعد تفرغ التربة تحته.
وبين قاسم أن بقاء طبقات التعبيد على ما هي عليه دليل أن العمل نفذ بدقة عالية إلا أن العوامل الجوية القاسية حالت دون صمود التربة حسب وصفه. من جانب آخر أكد أحد المهندسين المدنيين أنه يفترض تصميم مثل ههكذا تحويلات طرقية على أساس شدة مطرية معينة بحيث يتم فيه تجاوز حجج القضاء والقدر والهطولات المطرية الغزيرة.
كما لفت قاسم إلى أن المنطقة التي حصل فيها الانزلاق معبدة من عام 2003 أي قبل 15 عام ولو أن الخطأ من الجهة المنفذة لكانت انهارت خلال هذه المدة، لكن الظرف الطبيعي والعامل الجوي الاستثنائي تسبب بتخرب قسم من الطريق، مشيراً إلى أنه ليست تحويلة الحفة وحدها التي تخربت بل عدة طرق في محافظة اللاذقية وغيرها كذلك السبب هو الأمطار الغزيرة وتفجر الينابيع من تحتها.
وشرح قاسم أن الينابيع والأنهار التي ظهرت في منطقة التحويلة وصلت لمرحلة لم تستطع الخنادق المنفذة لتصريف المياه السيطرة عليها بسبب غزارتها الشديدة على الرغم من أنها منفذة لاستيعاب كميات ضخمة من المياه. مؤكداً أن الأمر أقل من طبيعي حسب رأيه بعد أن قارن بين الانزلاق وبين الكوارث الطبيعية التي تحصل في دول العالم.
ونفى قاسم وجود أي إهمال خلال تنفيذ العمل، مبيناً أن المحافظ وجّه لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الانهيار الحاصل مع الأخذ بعين الاعتبار احتمالية هطول كميات أكبر من الأمطار وتفجير ينابيع وانهار غزيرة لمنع تكرار ما حصل. الأمر الذي جعل أهالي المنطقة يتساءلون لماذا لم يتم أخذ احتمالية هطول امطار غزيرة بعين الاعتبار قبل تنفيذ العمل !؟
وحول الحلول وسبل العلاج لفت المدير العام للطرق المركزية حيدر في تصريح له إلى أنه “تم وضع حل فني عن طريق إنشاء جسر من الصخور، بحيث يمكن من خلاله تقوية جسم الطريق، وكذلك تمرير المياه من خلالها، بشكل لا تنزلق فيه التربة”.
ويتألف المشروع أيضا من ثلاثة جسور بطول /300/ متر مع إنشاء سبعة جدران استنادية لتأمين استقرار جسم الطريق في مناطق الردم وحماية أكتاف الحفر وخاصةً في مواقع التجمعات السكانية القريبة من مسار الطريق، إضافةً لتنفيذ ثلاث عبّارات صندوقية.
وعن الأسباب التي من الممكن أن تؤدي إلى انهيار طرق بهذه الكلفة العالية، أشار عدد من الخبراء إلى أنه كان من المفترض أن يتم إعداد دراسة هيدرولوجية معمقة، يتم التعرف من خلالها على أماكن وجود مسيلات مائية، بشكل يتم فيه تأمين التصريف اللازم من خلال عبّارات، تمنع تغلغل المياه في التربة، وإيصالها لحالة الإشباع.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: