Tuesday November 26, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

انقلاب مدريد وسر سولاري المعلن

انقلاب مدريد وسر سولاري المعلن



عبد الغني الحمد

اثنان وسبعون ساعة كانت كافية لأن يعيش جهور ريال مدريد حول العالم نشوة الانتصار، نتائج مبشرة لمباراتين من العيار الثقيل ضد كل من برشلونة وأتلتيكو مدريد، بثّتا الروح مجدداً لدى الأنصار، ورفعتا سقف توقعات الفريق الملكي مجدداً بعد الأداء المتذبذب في بداية الموسم.
لا يخفَ على أحد حجم التحول في أداء الفريق على يد المدرب الأرجنتيني سانتياغو سولاري، وذلك بعد الانتكاسة التي عاشها الميرنغي مع المدرب السابق جولين لوبيتيغي، والتي أودت بالفريق في نفق مظلم، جعلت عشاقه يتخوفون من نهاية سوداوية لموسم بطل أوروبا آخر ثلاثة مواسم، ومازاد الطين بلة، خسارة مباراة الكلاسيكو أمام الغريم بنتيجة عريضة قوامها خمسة أهداف، الأمر الذي دق أجراس الإنذار في النادي، وأطاح بلوبيتغي خارج أسوار القلعة البيضاء، وأتى بسولاري رباناً جديداً لسفينة مدريد.
لم يحظ سولاري ببداية موفقة مع الفريق، لكنه شيئاً فشيئاً استعاد زمام المبادرة، حتى وصل لخمسة انتصارات متتالية كان آخرها في الواندا ميتروبوليتانو معقل جاره أتلتيكو في مباراة الديربي، وهو الأمر الذي أعاد للجماهير الثقة بفريقها ومدربها الشاب الذي أشهر تحديه لجميع أندية أوروبا بالقول "نحن نقاتل على كل الجبهات في أوروبا".كل تلك المعطيات، تبعث على التساؤل عن مفاتيح نجاح سولاري في إعادة استنهاض اللاعبين، فالمهمة التي أوكلت إليه ليست سهلة إطلاقاً، خاصة وأن عناصر الفريق تشبعوا خلال الأعوام الثلاثة الماضية من الألقاب، ما يجعل مسألة تحفيزهم أمر في غاية الصعوبة، إضافة إلى خروج الهداف التاريخي للفريق كريستيانو رونالدو، والذي من شأنه أن يؤثر سلباً على أي فريق، فهل هناك سر في ذلك؟
لعل سولاري أفصح عن ذلك السر بنفسه، فأوراقه مكشوفة وليست مجهولة، والورقة الأهم تكمن في الاعتماد على العناصر الشابة، التي تتوق إلى إثبات نفسها واغتنام رياحها التي هبت، إذ إن المدرب الأرجنتيني أعلن تساوي فرص اللعب بين الجميع منذ البداية، فظهر فينيسيوس وريغيلون وأودريوزولا وماركوس يورينتي بأبهى صورهم، حتى باتت تشكيلة الريال الآن مختلفة بشكل كبير عن بداية الموسم.
النتائج الإيجابية التي يحققها الريال في الآونة الأخيرة، سينساها الجمهور فوراً إذا ما خرج الفريق بموسمه خالي الوفاض، فالنتيجة في كرة القدم هي المبتغى لا الأداء، لذا فإن جدوى سياسة سولاري
من عدمها لن يحسم قبل أشهر، حينها سيكون سولاري أحد أمرين، إما بطل تاريخي لمدريد، أو مذنب في ساحة الاتهام.

المصدر: خاص

شارك المقال: