عندما يتحول تكريم "فريق آرام" إلى "ما يطلبه الجمهور"!
بديع صنيج
بعد ما أنجزه فريق "آرام للفنون التشكيلية" من أعمال جميلة في أنفاق جوبر، وتحويلهم ذكريات الموت إلى ملامح حياة، إلا أنه من المزعج تحويل تكريمهم مؤخراً في المركز الثقافي العربي (أبو رمانة) بمبادرة من فعالية "شآم وقلم" إلى "ما يطلبه الجمهور" من دون أي دراية بآليات التكريم الحقيقية، وبلا أدنى تفكير -أنه بعد الضجة الإعلامية الكبيرة التي حظي بها هذا الفريق- ما الذي يمكن أن نضيفه من أجل تكريمهم لاسيما بعد أن كرَّمهم الرئيس بشار الأسد والسيدة الأولى أسماء الأسد بزيارتهم في تلك الأنفاق قبل أكثر من شهر؟
حفل التكريم ابتدأ بفيديو كان الصوت فيه رديئاً للغاية، لدرجة أن كل ما قاله من خلاله "مهند معلا" صاحب الفكرة والغائب عن هذا التكريم لم نستطع سماعه، تلا ذلك ما يشبه اللقاء الصحفي أداره "محمد الحوراني" مدير فعالية "شآم وقلم"، حيث أعاد خمسة من أعضاء الفريق التذكير بمراحل العمل وكيف استطاعوا خلال عشرين يوماً أن يزيِّنوا مساحة ثمانين متراً مربعاً بمنحوتات جسدت رموزاً من سوريا قديمها وحديثها، بما في ذلك الجندي السوري وبطولاته، الشجرة، الخوذة، الفانوس، أوغاريت... والغريب في الأمر ألا تُضيف أسئلة المُحاور أي شيء عما سمعناه مُسبقاً سواء في الفضائيات أو المواقع الإخبارية أو الصحف أو منصات التواصل الاجتماعي، أضف أن ثمة سوء فهم مُزمن لمعنى "حفل تكريمي"، فما معنى إشراك المُغني "عدي شحادة" ولو كان غناؤه للشام؟ وما الذي أضافه إلقاء الشعر؟ أم أنه من دون "غناء وإلقاء" لا تكتمل معالم الاحتفاء؟ تساؤلات كثيرة فرضتها "المخلوطة التكريمية" التي شهدناها، وزاد من بهاراتها المُبالغة الزائدة بمديح ما أنجزته وزارة الثقافة في زمن الحرب على لسان "الحوراني"، لدرجة أنه اعتبر –مُخطئاً- أنه في العادة تبقى أمثال تلك الوزارات في الخلف خلال الحروب، بينما وزارة الثقافة السورية أخذت مكانها في المقدمة، وكأنه لا يعلم أي سوء عانت وتُعاني منه الإدارة الثقافية خلال السنوات السبع العجاف.
ثم لم أفهم لماذا لم يكن التكريم للفريق كاملاً، بل لبعض أعضائه فقط؟ وكيف استقامت مع القائمين على هذه الفعالية ألا توزَّع الدروع على الجميع؟ وأن تُصبح منصة التكريم عبارة عن مكان لتلقّي طلبات الجمهور من الأغاني والتي أجبرت المغني "شحادة" على العودة من مقعده في الصالة إلى المنصة بعد أدائه لبعض المواويل تلبيةً لرغبة بعض المُسمتعين، وكأن التكريم لا يستوي من دون الأغنيات، أم أن منظمي هذه الاحتفالية لا يعلمون أن معنى "آرام" هو الهدوء، الراحة، الأمان، العلوّ، والسكينة؟!
شارك المقال: