عن جمال المنافسة في روحك يا "بلماضي"
لم يكتب له النجاح الباهر في مسيرته عندما كان لاعباً، ومع منتخبه لم يقدم الكثير، لكن في عالم التدريب بدأ صغيراً وحصد الذهب مبكراً، ليسطع اسمه في آسيا قبل قارته أفريقيا، إنه "جمال" الذي جمّل جراح بلد المليون شهيد، و"بلماضي" الذي مضى بشبابه بعيداً في سماء مصر بلقبٍ ثانٍ زيّن قميص محاربي الصحراء.
الجزائري "جمال بلماضي" مواليد شامبيني سور مارن، فرنسا، مشواره في عالم الكرة كلاعب عرف الإثارة من بدايته، عندما لعب في باريس سان جيرمان لمدة سنة، قبل أن ينتقل إلى نادي مارتيغ الذي يلعب في الدرجة الثانية، ليعود بعدها إلى دوري الأضواء من بوابة مارسيليا غريم النادي الباريسي، في فترة امتد لست سنوات عرف فيها تنقلين على سبيل الإعارة إلى فريقي "كان" وسيلتا فييغو الإسباني، قبل أن يحقق حلمه ويلعب بالدوري الإنجليزي مع مانشستر سيتي في تجربة لم تدم سوى موسماً واحداً.
وفي الـ2003 شدّ الرحال إلى قطر التي لعب في دوريها موسمين، الأول مع الغرافة والثاني مع الخريطيات، قبل أن يعود إلى أوروبا من بوابة ساوثهامبتون الذي كان يلعب في "الشامبيون شيب" آنذاك، ليعود بعدها إلى فرنسا وينهي مسيرته مع نادي فالنسيان عام 2009.
دولياً مثّل قميص الجزائر على حساب فرنسا في أربعة أعوام من الـ2000 لـ 2004، خاض فيها 20 مباراة وتسلم قيادة المنتخب في كأس الأمم الأفريقية تونس 2004.
ولم يمكث سوى عاماً حتى يعود إلى الملاعب، لكن هذه المرة على الدكة مستلماً تدريب نادي الدحيل حديث الولادة في الدوري القطري، ويحقق معه اللقب في 2010 و2011 في أول ظهور للنادي في دوري الدرجة الأولى، تألقه وإبداعه رشحه لتولي تدريب العنابي القطري الذي توّج معهم بلقبي غرب آسيا 2014 وخليجي 2015.
ليعود بعدها إلى الدحيل ويتوج معه بثلاثية (الدوري والكأس وكأس الأمير)، وفي آب الـ2018 اختاره الاتحاد الجزائري مدرباً للخضر خلفاً للأسطورة "رابح ماجر" الذي لم يكتب له النجاح في مسيرته التدريبية.
قبوله لتدريب الحزائر كان تحدياً قوياً نظراً لحساسية المهمة والظروف التي تعيشها البلاد، إضافة إلى صعوبة التعامل مع نجوم من طراز عالٍ فشل العديد من المدربين في خلق تويلفة جميلة بينهم، لكن حماسيته وشغفه بالذهب جعله يطلق شعاراً مفاده "أتيت لمصر من أجل المنافسة على اللقب والتتويج"، بالرغم من عدم ترشيح الجزائر في ظل المنتخبات القوية على غرار مصر، السنغال ونيجيريا وساحل العاج، إلا أن "بلماضي" أصم أذنيه للإعلام وعمل بهدوء وتأهل من الدور الأول متصدراً بشباك نظيفة، وبلقب أفضل مدرب في دور المجموعات، ليثبت بعدها نجاح المدرب الوطني في أفريقيا بقيادة منتخبه إلى نهائي القاهرة، بطريق عرف تجاوز غينيا بسهولة في ثمن النهائي، والإطاحة بفيلة ساحل العاج في الربع، قبل قهر نيجريا بهدف عالمي للقائد "رياض محرز"، مانحاً فريقه بطاقة في المشهد الختامي أمام سنغال و"بغداد بونجاح" كان مفتاح النجاح معلناً الأفراح في كل قلبٍ يحمل داخله لون الأخضر والأبيض والأحمر، بعد مشوارٍ قاتلوا فيه الأبطال من أجل لقبٍ أزاح الهمّ والغمّ عن شعب الجزائر بقيادة ابنهم "جمال بلماضي".
المصدر: خاص
شارك المقال: