اليوم الدولي للشباب.. سوريا وطن بلا شباب
خاص/ حسن سنديان
نعتذر اليوم منكم جميعاً.. فعنوان هذا المقال بسيط وواضح، "شباب بلا وطن" في يوم الشباب الدولي"، لكن هل تخيلتم ليوم من الأيام "وطن يخلو من الشباب"؟، كيف سيصبح اقتصادياً واجتماعياً أو حتى سياسياً، لا تتخيلوا كثيراً فهذا النموذج جاهز وأمام أعيننا، بكل بساطة سوريا.
"أنا راضي بالرحيل"، هذه الجملة تلخص وضع الشباب السوري اليوم في بلاده، حديث السفر بات حديث الشارع السوري، أحلام مبعثرة بين أزقة الشوارع، والتجهيز للسفر ليس إلا، لأن نصف الأحلام لا تكفي في هذا البلد إن وجدت، والكرامة تباع في المدارس بمناهج منذ الصغر، عندما نشعر بأن الوطن شيء ضعيف، وأصواتنا ضعيفة، والتعليم بات عبارات منسية، لكن الأكثر فظاعة عندما نموت جوعاً نحن الشباب في بلادنا وكي نعيش نبيع أقلامنا وأصواتنا، لكن رغم ذلك، لا تحصل لنا رغيف خبز.
«يقف الشباب في الخطوط الأمامية للنضال من أجل بناء مستقبل أفضل للجميع. وقد سلطت جائحة كوفيد-19 الضوء على الحاجة الماسة إلى تحقيق ما يسعى إليه الشباب من تغيير مفضٍ إلى التحوّل - ويجب أن يكون الشباب شركاء كاملين في هذه الجهود»، يقول الأمين العام للأمم المتحد أنطونيو غوتيريش في هذا اليوم العالمي، مخاطباً الشباب الفاعلين حول العالم، لكن نحن ماذا يقول لنا مسؤولو بلادنا، هل يعتذرون؟ رغم فقدان الأمل؟.. هل يخجلون؟ للأسف كلها فرضيات مستبعدة.. والفكرة الأقرب للواقعية هي الهجرة، حتى لو أصبح الوطن عجوز بعكازه، ربما إذا نهار في يوم من الأيام، سيعود الجيل الذي يلينا ويبنيه بأفكاره المفعمة، بعيداً عن المسؤولين والسياسيين.
وتعتبر سوريا الأولى عالمياً بنسبة البطالة، وفق بيانات منظمة العمل الدولية ومنظمات مختصة أخرى، فقد تراوحت نسبة البطالة في سوريا بين خمسين وسبعين في المئة خلال عام 2020، بمعدل ارتفاع قارب الضعف عما كان عليه عام 2016، بينما كان الرقم وفق إحصاءات حكومية 14.8 عام 2010.، حيثُ تعتبر الفئة الأكثر ضرراً هي أصحاب حملة الشهادات وخريجي الجامعات، نظراً لندرة وجود العمل في سوريا، وقلة المدخول إن وجد.
المصدر: خاص
شارك المقال: