اليمن.. وقف إطلاق النار بالحديدة مسألة حياة أو موت
شكلت محادثات السلام التي رعتها الأمم المتحدة بين أطراف النزاع اليمني في السويد، بارقة أملٍ وضوءاً في نهاية نفق الحرب المدمرة التي دخلتها البلاد منذ سنوات، ووضعت نحو 2,2 مليون طفل يمني في وضع سوء التغذية الحاد، وذلك وفق أرقام موظفي الرعاية في لجنة الصليب الأحمر الدولي، الذين يشيرون إلى أن الأرقام في تزايد مستمر.
في عالم مثالي يفترض أن لا يوضع طفل على حافة المجاعة، ولا أن يشاهد أب طفله يصارع الموت، بسبب صراع سياسي، لكن هذا ما يتكرر كل يوم في اليمن، ومنذ نحو أربع سنوات لليوم: يصف عبد الله من مدينة الحديدة حالة ابنته البالغة من العمر تسع سنوات، والتي كانت تلعب وتتمتع بصحة جيدة في وقت سابق، بينما هي اليوم عاجزة تماماً عن الحركة، بعد نقلها لمشفى في صنعاء إثر إصابتها بإسهال حاد نتيجة استهلاك المياه الملوثة، التي أصبح من المتعسر الحصول على بديل لها بسبب ظروف القتال في الحديدة.
تكتظ المستشفيات اليمنية بمثل هذه الحالة، مما يجعل تنفيذ وقف اطلاق النار في مدينة الحديدة، أمر حياة أو موت بالنسبة لهؤلاء المرضى والمصابين، إذ كافحت الفرق الطبية اليمنية وبدعم من الصليب الأحرم الدولي في محاولةٍ لإنقاذ حياة الآلاف، على الرغم من نقص الأدوية والإمدادات والوقود، ورغم تضرر عدد من المستشفيات وخصوصاً مشفى الثورة في الحديدة.
يوضح فابريزيو كاربوني، المدير الإقليمي للجنة الإنسانية في الشرق الأدنى والأوسط «لقد تعرض هذا المستشفى فعلاً للقصف، ولكننا نجحنا حتى الآن في الحفاظ على وظيفته، لقد تحدثت إلى المرضى، المشفى مزدحمة فعلاً، إنها المستشفى العام الرئيسية في الحديدة، لذلك يجب أن تحمى، وأن تظل مفتوحة للمرضى في المدينة».
وتأمل منظمة الصليب الأحمر أن يؤدي تصاعد الثقة بين أطراف الحرب اليمنية نتيجة محادثات السويد، إلى وصول المزيد من الإمدادات الغذائية والدوائية لمناطق النزاع، مما سيخفف من الكارثة الإنسانية الغير مسبوقة في تاريخ اليمن.
المصدر: رصد
بواسطة :
شارك المقال: