Saturday April 27, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

أليغري .. بين النجاح المحلي والفشل الأوروبي

أليغري .. بين النجاح المحلي والفشل الأوروبي

هاني سكر

انتهت مسيرة يوفنتوس بدوري أبطال أوروبا ويمكن القول إن موسم السيدة العجوز قد انتهى بالكامل فعلياً بعد خروج الفريق المبكر من الكأس وقرب حسمه للدوري حيث من المنتظر أن يضمن التتويج رسمياً نهاية هذا الأسبوع لكن كعادة كل موسم يأتي السؤال ذاته.. هل ماسيميليانو أليغري هو الشخص الأنسب لتدريب الفريق؟ وهل يُنسب له النجاح المحلي أم الإخفاق القاري؟

وصل أليغري مع يوفنتوس للمباراة النهائية بدوري الأبطال مرتين وهو أمر لا يمكن لأي مدرب أن يحققه بسهولة لكن بالمقابل لم يعانق الفريق اللقب ولا مرة ويلوم الكثيرون المدرب على الإخفاق بالنهائي الثاني أمام ريال مدريد خاصة بعد انهيار الفريق بالشوط الثاني والأحاديث التي تم تداولها حينها عن دخول المدرب بشجار مع اللاعبين بين الشوطين وعدم تمكنه من السيطرة على غرفة الملابس.

حقق أليغري أربع ثنائيات محلية متتالية مع يوفنتوس لكن بالموسم الذي توقع فيه الكثيرون حصد اليوفي لكل شيء بعد التعاقد مع رونالدو خرج الفريق مكسوراً بهزيمته بثلاثية في الكأس قبل أن يأتي السقوط الأهم أمام أياكس بعد أن رجح الكثيرون وصول يوفنتوس للنهائي على أقل تقدير.

تمثل أرقام أليغري الأوروبية حالة فريدة للغاية ففي خمسة مواسم مع يوفنتوس لعب الفريق 11 مرة بالأدوار الإقصائية بدوري الأبطال ومن أصل 11 مواجهة خاضها إياباً تعرض أليغري لهزيمتين فقط وكانت الهزيمة الثانية أمام أياكس الثلاثاء الماضي علماً أنها المرة الأولى التي يخسر بها أليغري لقاء الإياب بملعبه، الخسارة الأولى إياباً كانت بمعقل بايرن موسم 2015\2016 بعد التمديد، بالمقابل حقق الفريق نتائج مثيرة بعهد أليغري بلقاءات الإياب كفوزه في سانتياغو برنابيو مرة وتعادله بأخرى وفوزه على توتنهام وتعادله في معقل برشلونة.

بالطرف الآخر يمكننا ملاحظة وجود انخفاض واضح بأرقام مباريات الذهاب حيث لم يفُز الفريق بأي من المباريات الأربع الأخيرة التي خاضها ذهاباً بالأدوار الإقصائية لدوري الأبطال رغم استضافة 2 منها، ودائماً يظهر التشابه بخيارات المدرب الذي يحاول إنهاء اللقاء الأول بأقل الأضرار سواء لعب بأرضه أو خارج ميدانه ومن ثم دراسة الواقع باللقاء الثاني لكن الفارق أمام أياكس هو أن تعادل الذهاب أعطى أليغري شيئاً من الثقة المبالغ بها خاصة بظل غيابات الفريق فاعتماده على دي شيليو كظهير بمباراة تتطلب الكثير من السرعة كان أول الخيارات التي تظهر أن المدرب لن يضرب خصومه إياباً كما اعتاد.

لا يهتم أليغري بالبحث عن الأضواء أو كسب تعاطف المشجعين فهو لا يبحث عن نتائج كبيرة ورغم تفوقه الواضح على معظم فرق الدوري نجد أن عدد كبير من مباريات الفريق ينتهي عند نتيجة "2-0" التي يؤمن بها نفسه من أي عودة للخصم ولا يبذل فيها جهداً كبيراً لتسجيل المزيد من الأهداف حيث لا يهمه كثيراً أن يخلق كرة هجومية تمتع الجمهور بقدر ما يهمه الحفاظ على لياقة وجاهزية الفريق دائماً كما لا يقدم أليغري أي سبب يدفع الجماهير للارتباط به عاطفياً فهو لا يشبه كونتي أو كابيللو مثلاً من حيث الصراخ والغضب الدائم على خط الملعب عدا عن عدم اهتمامه بتحقيق سلاسل طويلة فحين تلقى الهزيمة الأولى بالدوري هذا الموسم أمام جنوى قال حينها "لقد اخترنا التوقيت المناسب للسقوط" أي أظهر أنه لم يكُن مهتماً أصلاً بتحقيق لقب دوري بدون هزيمة كما توقع البعض.

يعاني أليغري من مشكلة أساسية تتعلق بنوعية اللاعبين الموجودين فلو وضعنا رونالدو وهيغوايين جانباً يمكننا أن نرى بأن معظم الصفقات التي أتمها الفريق بالسنوات الأخيرة كانت إما مجاناً أو بمقابل مادي غير مرتفع ويبدو أن هذا هو الخيار الذي يحكم سوق يوفنتوس وبهذا الشكل قد لا يجد الفريق العناصر المناسبة دائماً لكن أليغري بفكره ابتدع عناصراً جديدة كتحويل سامي خضيرة من لاعب ارتكاز للاعب وسط هجومي أو إشراك كوادرادو كظهير بالعديد من المراحل بالموسم قبل الماضي عدا عن تحويل ماندجوكيتش لجناح أيسر فعال بعد أن كان الجميع يؤمن باستحالة تغيير مركز هذا اللاعب.

 

المشكلة أن أليغري لم يوفق بالعديد من الخيارات الأخرى وللدقة أكثر يمكن القول إن ما فشل به كان يرتبط بالخيارات النفسية فالمدرب لم يتمكن من التعامل مع أزمات ديبالا وكان بكل مرة يعيد اللاعب لدكة البدلاء ويترك الأمر يتطور تدريجياً نحو الأسوأ كما يجب ألا ننسَ خلافاته المتكررة مع بونوتشي والعديد من لاعبي الفريق الذين اعترضوا على قراراته، من الواضح أن أليغري لا يملك الكثير من الهيبة أمام لاعبيه كما هو الحال أمام الجمهور، للأسباب التي تحدثنا عنها قبل قليل، ولو أنه يتمتع بقدرات فنية مرتفعة جداً.

تنعكس النواحي النفسية للمدربين على خياراتهم بأرض الملعب لذا يمكننا أن نفهم بأن شخصية أليغري الدبلوماسية والهادئة تدفعه دائماً لعدم المجازفة وانتظار مبادرة الخصم كي يردّ عليها بما هو أقوى، ولو كان أصعب، إضافة لانشغاله بالتفكير أكثر من التحاور مع اللاعبين الموجودين معه وأشياء كهذه قد ترافق كل مسيرة المدرب كونها جزء من شخصيته فهل تثق إدارة يوفنتوس بقدرة أليغري على العودة أوروبياً لمرات أخرى؟ أم أنها ستحاول استثمار وجود رونالدو والآخرين لخلق حقبة يلعب فيها اليوفي كرة هجومية أجمل ويبحث من خلالها عن تحقيق نتائج أكبر؟

شارك المقال: