Wednesday May 15, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

الوضع المعيشي يضع المطبخ السوري بين "قوسين"

الوضع المعيشي يضع المطبخ السوري بين "قوسين"

نور ملحم 

ربما لن تتمكن رائحة التوابل والبهارات والأكلات السورية العتيقة أن تطغى على رائحة الموت في شوارع سوريا، رغم أن المطبخ السوري لم يكن بمنأى عن التأثر بالأزمة التي شهدتها سوريا منذ عام 2011، الوضع الذي انعكس بشكل سلبي على الوضع المادي والاقتصادي للغالبية العظمى . تقول "أم محمد" السيدة ذو 50 عاماً من الناس كانوا يطبخون بشكل يومي، اليوم أصبحوا يطبخون في كل أسبوع وجبة واحدة، أصبحت عملية الطبخ مكلفة جداً وارتفع سعر جرة الغاز إلى 3 ألف ليرة سورية ولا نستطيع تأمين إلا جرة واحدة كل شهر.

مبينة  في حديثها لـ "جريدتنا" كما أثر الوضع المادي على نوعية الطبخات، أصبحت الناس تطبخ كل أسبوعين أو ثلاثة وجبات فيها لحم، وهناك من لا يستطيع طبخ اللحم نهائياً فارتفاع الأسعار دفع الناس للبحث عن بدائل لبعض المواد الرئيسية والتقليدية.

وتكمل بنت حلب،  في بيتنا أصبحنا نستعمل المرتديلا في أكلات المحاشي بدلاً من اللحوم".

وأصبح الأرز أو البرغل من الوجبات شبه اليومية لرخص تكاليفه، بينما كنا نأكلها سابقاً فقط في مرة واحدة في الشهر لأن من المتعارف عليه أن المطبخ الحلبي يعتمد على اللحومات بشكل يومي.

تراجع الوضع الاقتصادي وانخفاض الدخل وعدم توفر جميع المواد الأساسية للطبخ جعل أي موظف بالقطاع الخاص أو العام يفكر بكيفة تأمين ثمن الخضار والخبز ودفع الفواتير فقط، لذلك كان من لابد منه وضع سياسة جديدة لكل عائلة بهدف الاستمرارية بالعيش وعدم مد اليد وطلب الحاجة من أحد.  

تقول "أمينة العمري" معلّمة مدرسة:  "إن ارتفاع أسعار اللحوم والخضروات غيرت كثيراً من مائدة الموظف العادي"، مضيفة في حديثها لـ "جريدتنا" أصبحنا نأكل من الوجبة نفسها ليومين أو ثلاثة، حتى لا نستعمل الغاز بشكل كبير، كما أننا أصبحنا نستغني عن وجبات الغداء التي كانت تقدم في الأفراح والوفيات.

البحث عن بدائل للطعام التقليدي كان حاضراً عند معظم سيدات المنازل.

تقول أم خالد «في أيامنا الحالية أصبحنا نستخدم لحم الدجاج بدلاً من لحم الخروف أو الغنم لأنه أوفر وأرخص».

وتضيف «قبل الحرب كانت بيوتنا تستقبل الضيوف على وجبات الطعام أمّا اليوم فالراتب الشهري لا يكفي لإطعام أهل البيت». 

تثبيت الرواتب والأجور، عند عتبة 40 ألف ليرة، زاد من تكاليف معيشة الأسرة، حيث أنّ تكاليف معيشة السوريين، ارتفعت وفق سلة الاستهلاك المعتمدة رسمياً والمكونة من ثماني حاجات أساسية، بنحو 30 ألف ليرة منذ مطلع العام الجاري، أي بنسبة 15 % بحسب ما صرح به الدكتور سنان ديب لـ "جريدتنا"، مبيناً أنه وفي حال قياس تكاليف المعيشة مقارنة بمنتصف العام الماضي، فإن الارتفاع يزيد عن 10 % لافتاً إلى أن مكونات الغذاء الضرورية نالت الحصة الأكبر من الارتفاع وهذا بدوره أثر بشكل كبير على المطبخ السوري وعلى الوجبات التي كانت الأسرة في الماضي قادرة على طبخها وتناولها أصبحت اليوم عاجزة لعدم توفر السيولة الكافية لأخر الشهر.

وكانت تكاليف معيشة الأسرة قد بلغت 310 آلاف ليرة بنهاية العام الماضي 2018، مرتفعة بمقدار خمسة آلاف ليرة عن نهاية 2017، وفق بيانات المؤشر الصادرة في كانون الثاني الماضي.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: