Thursday April 25, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

«التقى الأسد ودبّر غزو العراق».. «باول» صاحب «وصمة العار»!

«التقى الأسد ودبّر غزو العراق».. «باول» صاحب «وصمة العار»!

«الحقائق التي تملكها الولايات المتحدة الأمريكية، تؤكد أن صدام حسين ونظامه، يخفيان قيامهما بإنتاج المزيد من أسلحة الدمار الشامل»، تلك الكلمات هي جزء من الخطاب الأشهر في تاريخ الأمم المتحدة، وألقاه وزير الخارجية الأمريكي كولن باول عام 2003.

ذاك الرجل الذي ساق أدلة «دامغة» ومعلومات مؤكدة، حول امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، كان السبب الرئيسي في الاجتياح الأمريكي للعراق عام 2003.

اليوم، أعلنت وسائل إعلام أمريكية عن وفاة «كولن باول» عن عمر ناهز الـ 84 عاماً، إثر معاناته من مضاعفات إصابته بالفيروس المستجد، وبوفاته ترك «بأول» تاريخاً طويلاً وذاخراً في السياسات الأميركية، التي كان لها دور كبير في العالم وفي منطقة الشرق الأوسط خاصةً.

«أول وزير خارجية أمريكي من أصل إفريقي»

ولد «باول» في مدينة نيويورك عام 1937، وتلقى «السياسي المحنك» تعليمه في المدارس العامة، وتخرج من كلية مدينة نيويورك، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الجيولوجيا.

كان «بأول» اختيار «بوش الابن» الأول لمجلس الوزراء، عندما أُعلن عن ترشيحه لمنصب وزير الخارجية، وبفضل خبرته في السياسة الخارجية وشعبيته الواسعة، أكده مجلس الشيوخ بالإجماع.

وأصبح «باول» في العام 2001 أول وزير من أصل إفريقي يصل إلى هذا المنصب، حيث لعب دوراً رئيسياً في رسم السياسة الخارجية الأمريكية في السنوات الأخيرة من القرن العشرين والسنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين.

«باول رئيساً لهيئة الأركان المشتركة»

عيّن بوش الأب «كولن بأول» عام 1989 رئيساً لهيئة الأركان المشتركة، وتميزت فترة ولاية باول بمشاركته في بعض أبرز الأعمال العسكرية الأميركية في أواخر القرن العشرين، بما في ذلك عملية بنما عام 1989، وبعدها حرب الخليج عام 1991، والتدخل الإنساني الأميركي في الصومال.

«باول في حرب الخليج»

ساهم «باول» بشكل رئيسي في إرسال القوات الأمريكية إلى الخليج بعد غزو صدام حسين للكويت عام 1990، وبعد الهجوم على الجيش العراقي، أصبح باول بطلاً قومياً أميركياً، حيث تمتع بتقييم تفضيل بنسبة 71 بالمئة في السنوات القليلة الأولى بعد الحرب.

كما أكسبته نشاطاته خلال الحرب جائزتين بارزتين، وهما ميدالية الكونغرس الذهبية في مارس 1991، تقديراً لأدائه المثالي في تخطيط وتنسيق الرد الأميركي على غزو العراق، بالإضافة لميدالية الحرية الرئاسية.

«باول.. مهندس حرب العراق»

في شباط 2003، ألقى باول خطابه الشهير أمام الأمم المتحدة، قدم فيه أدلة قالت الاستخبارات الأمريكية إنها تثبت أن العراق قد ضلل المفتشين الدوليين، وأخفى أسلحة دمار شامل.

وحذر باول من أن «صدام حسين يمتلك أسلحة بيولوجية وقدرة على إنتاج المزيد منها بسرعة كبيرة».

وبعد هذا الخطاب بأيام بدأ الغزو الأمريكي للعراق والذي أدى إلى الإطاحة بحكم الرئيس العراقي صدام حسين ونظامه، إضافة إلى تدمير البنية التحتية العراقية ومقتل ما لا يقل عن 200 ألف عراقي جراء الغزو الأمريكي، بحسب تقارير أممية.

«الخطاب وصمة عار»

وصف «كولن بأول» دفاعه عن تقرير بلاده حول أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة أمام الأمم المتحدة، بأنه «وصمة عار في مسيرته السياسية»، واعتبر أن الأمر «مؤلماً له».

واعترف باول أن خطابه أثّر بالرأي العام في قضية غزو العراق: «لقد أثّرت في الرأي العام، لا شك في ذلك».

«باول والأسد»

في الثاني من أيار عام 2003، بدأ وزير الخارجية الأميركي «كولن بأول» زيارة إلى الشرق الأوسط، وكانت محطته الأولى سوريا.

الزيارة اعتبرتها المستشارة في ذلك الوقت «كونداليزا رايس» بداية تدخل أمريكي عميق لبناء شرق أوسط جديد محوره «إسرائيل»، التي يعتبر «أمنها المفتاح المطلق ليس لأمن المنطقة فقط، بل لأمن العالم».

خلال اللقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا حذر «باول» سوريا من أنها «ستجد نفسها على الجانب الخاطئ من التاريخ، إذا لم تتوافق مع الرؤية الأميركية للشرق الأوسط بعد سقوط صدام حسين».

«واشنطن» قالت آنذاك إنها ستراقب، وتقيس الأداء السوري لترى ما إذا كانت سوريا «مستعدة للتحرك في اتجاه جديد في ضوء الظروف المتغيرة».

تقارير أمريكية كشفت بعيد اللقاء أن سوريا رفضت المقترحات الأمريكية التي قدمها «كولن باول»، وهو الأمر الذي أدى فيما بعد إلى «عزل سوريا سياسياً».

«كتاب الوداع لباول»

بعد تقاعده من العمل العسكري، كتب باول سيرته الذاتية التي حققت مبيعات كبيرة، تحت عنوان «رحلتي الأمريكية»، واعترف فيه «بأول» مرة أخرى بالخطأ في الخطاب الشهير، وكتب أن هذه ستكون روايته الأخيرة حول الموضوع.

وأضاف في كتابه الشهير «لم يكن ذلك خطأي الأول، لكنه كان أحد أكثر إخفاقاتي الجسيمة، التي كان لها تأثير واسع النطاق».

المصدر: وكالات

بواسطة :

شارك المقال: