Wednesday June 11, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

الثنائي الشيعي يطرح مبادرة على حليفه "التيار الحر".. وباسيل يطالب بالثلث الضامن

الثنائي الشيعي يطرح مبادرة على حليفه "التيار الحر".. وباسيل يطالب بالثلث الضامن

لايزال الانتظار يخيم على مشاورات السياسيين لتأليف حكومة، بعد توالي الفشل لولادة حكومة إنقاذ، علها تساعد اللبنانيين على تخطي أزمتهم الاقتصادية، فقد أخفق اليوم الثنائي الشيعي، بإقناع حليفهم "رئيس التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل بإعطاء فرصة لرئيس المجلس النيابي نبيه بري من خلال دخوله مجدداً على خط المشاورات لتأليف الحكومة بعد أن اصطدمت بحائط مسدود، لعله يتمكن من تذليل العقبات التي تؤخر ولادتها.

رفض باسيل أعاد الأمور إلى نقطة الصفر لإصراره على الحصول على الثلث الضامن في الحكومة، مشترطاً أن تكون وزارة الداخلية من حصة رئيس الجمهورية ميشال عون.

وسائل إعلام لبنانية كشفت نقلاً عن مصادر سياسية دبلوماسية وثيقة الصلة بالأسباب الكامنة وراء استمرار تعثُّر تأليف الحكومة بأن سياسين من الثنائي الشيعي التقوا أول من أمس مع باسيل في محاولة لإقناعه بالسير في المبادرة التي يستعد الرئيس بري لإطلاقها، لكنهم لم يفلحوا في «تنعيم» موقفه، مع أن مبادرته تنطلق من عدم إعطاء الثلث الضامن لأي طرف، وتأخذ في الاعتبار بأن يُترك له إيجاد تسوية لحل الخلاف حول وزارة الداخلية على أن تُشكّل الحكومة من 18 وزيراً.

وقالت المصادر إن «الرئيس بري أُحيط علماً بأن الوساطة لم تنجح في انتزاع موافقة باسيل على المبادرة التي يدرس رئيس المجلس إطلاقها، خصوصاً أن الرئيس المكلّف سعد الحريري يبدي مرونة في التعاطي معها، ما دام أنها لا تشكّل التفافاً على المبادرة التي طرحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإنقاذ لبنان.

المصدر لفت إلى أن الثنائي الشيعي لم يضغط على باسيل بل يكتفي بالتمنّي عليه للانخراط في التسوية التي يستعد بري لتسويقها، وقالت إن الحزب لم يكن مرتاحاً لرد فعل حليفه، لكنه في المقابل أحجم عن إبلاغه بأنه على استعداد للسير فيها ولو وحيداً، وعزت السبب إلى أن الحزب ليس في وارد التفريط بعلاقته بـ«التيار الوطني» بغياب البديل الذي يؤمّن له الغطاء السياسي في الشارع المسيحي.

واعتبرت المصادر نفسها أن الحزب يصر على مراعاة باسيل إلى أقصى الحدود وأن مجرد الانفصال عنه بتأييده لمبادرة بري سيُحدث لديه نقزة لجهة أن حليفه سيتخلى عنه، وأن تخلّيه قد ينسحب على المعركة الرئاسية وصولاً إلى انسداد الأفق أمام ترشّحه لخلافة عون فور انتهاء ولايته الرئاسية، ورأت أن باسيل يقف ضد تمكين الحريري من تشكيل الحكومة، وهو يتناغم في موقفه مع عون، رغم أن الأخير ينأى بنفسه أن يكون طرفاً في مشاورات التأليف، ويترك لرئيس الظل حرية التصرف.

وأكدت المصادر «أن باسيل يغلق كل النوافذ السياسية التي يراد منها فتح ثغرة تفتح الباب أمام إخراج تشكيل الحكومة من التأزُّم الذي يحاصرها، وقالت إنه ماضٍ في تصعيده في وجه الحريري رهاناً منه على أنه يستعيد ما أخذ يخسره في الشارع المسيحي من خلال إدراج تصعيده في خانة استرداد حقوق المسيحيين والصلاحيات المناطة برئيس الجمهورية من دون أن ينجح في تقديم نفسه على أنه جزء من الحراك الشعبي لأنه سيلقى مقاومة من القيمين عليه».

وقالت إن «آخر ما يهم عون إنقاذ ما تبقى من ولايته الرئاسية، وهو يركّز حالياً على إعادة تعويم وريثه السياسي باسيل الذي ينوب عنه في المفاوضات، وتوقفت أمام الوساطة التي تولاها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، ورأت أنه طرح مجموعة من الأفكار بعد حصوله على موافقة مبدئية من عون».

وفي هذا السياق، قالت مصادر في تيار «المستقبل» إن «الحريري لم يتبلغ من الثنائي الشيعي أي مبادرة، وإنه لم يلتق به منذ أكثر من أسبوعين وتنفي كل ما يُحكى عن طروحات حملها إليه، وتقول: كيف نرفض طرحاً لم يُعرض علينا أصلاً، وترى أن عقدة التأليف مرتبطة بإصرار باسيل على الثلث المعطل، وأن عون يسلّم له على بياض بكل طروحاته».

وتكمن المشكلة في توزيع الأدوار بين عون الذي يصر على إسناد وزارة الداخلية للشخص الذي يسميه، وبين باسيل الذي يرفض منح الحكومة الثقة في حال لم تلحظ التشكيلة إعطاءه الثلث الضامن، بحسب المصادر التي تساءلت « كيف يعطى عون ثلث أعضاء الحكومة ويترك لتياره السياسي حجب الثقة عنها، وهذا يعني حكماً أنه يستعفي من مسؤوليته في الدفاع عنها، خصوصاً أنه أغفل في ردوده الأخيرة على الحريري أي إشارة يشتم منها رفضه للثلث الضامن المعطل».

لذلك، فإن الأزمة السياسية إلى تصاعد في الوقت الذي تغرق فيه الطبقة السياسية، أكانت في الموالاة أو في المعارضة في تعطيل تشكيل الحكومة من دون أن تلتفت إلى صرخات الذين ينزلون إلى الشارع احتجاجاً على تدهور الوضعين المعيشي والاجتماعي مع ارتفاع ملحوظ لمنسوب تزايد أعداد العائلات التي تعيش تحت خط الفقر.

والثلث "الضامن" أو "المعطل" موضع الخلاف على تسميته وبالتالي تفسير معناه ووظيفته، سواء أكان ضامناً أو معطلاً يعني الحصول على ثلث الحقائب الوزارية زائد واحدة في أي حكومة، بما يسمح للمعارضة (الأقلية) بمنع الأكثرية من اتخاذ القرارات المصيرية، لأن الدستور اللبناني يشترط في بعض القرارات تصويت ثلثي أعضاء الحكومة على أي قرار ليصبح نافذاً.

 

المصدر: وكالات

شارك المقال: