التاريخ سيشفع لك يا بوستيليرو
البدايات الجميلة في ضربات الحظ لاتعرف إلى الخبرات انطلاقاً من فرحة مضمونة أو تحقيق أسبقية يتم الضغط بها على حساب المنافس، وهذا ما خطر في ذهن المدرب الماسي "أوسكار تافاريز" مدرب الأوروغواي عندما قدم مهاجمه وهدافه التاريخي "لويس ألبيرتو سواريز"، لتنفيذ الركلة الأولى من الضربات الترجيحية لمباراة ربع النهائي أمام البيرو في كوبا أميركا البرازيل 2019.
إلا أن "سواريز" خيب ظن مدربه وأهدرها ليكون الوحيد الذي يضيع من بين المنفذين العشرة، والمسبب الأول في خروج منتخبه المرشح لنيل اللقب الـ(16) في تاريخ بلد الأربعة مليون نسمة، لكن مدينة سالتو التي ولد بها والأوروغواي التي شرف قميصها ستشفع لهدافها التاريخي، صاحب الفضل في العبور إلى نصف نهائي مونديال 2010 على حساب غانا عندما منع هدفاً محققا بيده في الوقت القاتل، وبعد عام عبر بفريقه إلى نهائي كوبا أميركا 2011 عندما سجل هدفي التأهل أمام البيرو، وكان صاحب البداية الجميلة في الثلاثية التاريخية على حساب الباراغواي في النهائي الذي توّجت فيه الأوروغواي باللقب (15) في تاريخها ويتوّج بلقب أفضل لاعباً في البطولة، قبل أن يستلم شارة الكابتن في أولمبياد 2012، وفي مونديال البرازيل 2014 دخل التاريخ كأطول عقوبة يتلقاها لاعب من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، بعد حادثته الشهيرة مع المدافع الإيطالي "كيلليني" والتي غاب على إثرها عن الملاعب مدة (4 شهور و9 مباريات دولية)، ومع ذلك بقي الهداف الأول في تاريخ السماوي بـ57 هدافاً.
سر الريادة على الصعيد الدولي كان سببه تألقٌ كبير في ملاعب أوروبا عندما بدأ بنادي غرونينغن الهولندي، قبل أن يلفت أنظار أياكس النادي الأول في الدوري الهولندي والذي انتقل إليه بصفقة بلغت قيمتها (7.5) مليون يورو، حيث توّج معهم بثلاثة ألقاب خلال (110) مباراة خاضها سجل فيها (81) هدفاً، لينتقل بعدها في صيف الـ2011 إلى الدوري الإنجليزي أقوى دوريات أوروبا من بوابة ليفربول، الذي تصدر معه الواجه الأوروبية والعالمية عندما توّج بجائزة الحذاء الذهبي مقاسمة مع رونالدو موسم 2014، رغم تتويجه بلقبٍ وحيد مع الريدز وهو كأس الرابطة الإنجليزية عام 2012.
إلا أن حاجته لحصد الألقاب سرعت بانتقاله إلى العملاق الكتالوني برشلونة، الذي حقق معه حلمه بالتتويج بدوري أبطال أوروبا موسم 2015 محققاً الثلاثية التاريخية بقيادة مدربه "لويس إنريكي" الذي صنفه بأفضل رأس حربة في الوقت الراهن، وحصده للـ"البيتيشي" موسم (15_ 2016) مع جائزة أفضل لاعب أجنبي أكبر دليل على ذلك، وإلى الآن مازال المفضل عند القائد "ميسي" رغم بلوغه الـ(32) عاماً واقتراب النجم الفرنسي "غريزمان" من النادي الإسباني، لكن "البوستيليرو" ابن "الكوبا كابانا" يبقى العلامة الفارقة في الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: