السوريون يعانون قبل شهر رمضان .. فهل من معين ؟؟؟
"المواطن السوري يعاني"، عبارة تختصر الكثير من الأزمات التي يعاني منها السوريون وسط الانفلات في الأسواق وانحسار القدرة الشرائية نتيجة ارتفاع الأسعار 50%، فالتخبّط الكبير في الأوضاع الاقتصادية ، ينعكس بشكل سلبي على أسعار السلع والمنتجات التي تقبع أصلاً في نطاق مرتفع، وتعزز الاحتكار والتحكم بحجم السلع المتوافرة بالأسواق.
احتكار التجار للسلع ...
أشارت مصادر خاصة من غرفة تجارة دمشق في تصريح لـ " جريدتنا " إلى تلاعب الكثير من التجار وضعاف النفوس والذين يستغلون الأزمة بالأسعار إضافة لامتناعهم عن بيع بعض السلع والموادّ المستوردة بحجة عدم توفرها بشكل كبير، ريثما يستقر سعر صرف الليرة، ما أدى إلى تراجع العرض وارتفاع الأسعار بأكثر من 60%.
وبحسب المصادر فأن أسعار المنتجات الغذائية تتعدى قدرة السوريين الشرائية، وسط تثبيت الأجور عند حد معين.
ووصلت اللحوم الحمراء إلى سعر يعتبر الأعلى في تاريخ سوريا، بعدما ارتفع بنحو 1000 ليرة خلال الشهر الأخير، مسجلاً 7000 ليرة للحم الضأن ونحو 5000 ليرة للحم العجل، ويستبدل مواطنون اللحوم الحمراء بشراء العظام للطبخ، في حين يغيب الدجاج عن الموائد، بعدما وصل سعر كيلو غرام الفرّوج إلى 1800 ليرة وشرحات الدجاج إلى 2500 ليرة.
كما راوح سعر كيلو الأرزّ ما بين 550 و650 ليرة سورية، مرتفعاً بنحو مائة ليرة خلال الشهر الأخير، ووصل سعر كيلوغرام السكّر إلى 250 ليرة والعدس 400 ليرة والفول اليابس 500 ليرة والقمح 450 ليرة وكيلوغرام زيت الزيتون 1000 ليرة وكيلو الفريكة 1500 ليرة بارتفاع 500 ليرة عن الشهر الماضي.
فيما تستقر أسعار الفواكه والخضر عند مستويات مرتفعة هي الأخرى، إذ يباع كيلوغرام البندورة والخيار بنحو 350 ليرة والباذنجان 450 ليرة، والموز بين 450 و500 ليرة والتفاح بين 250 و300 ليرة والبرتقال نحو 150 ليرة، في حين بقي بعض أنواع الفواكه "للعرض فقط" بحسب تعبير المصادر، إذ يباع كيلوغرام الكيوي بنحو 1000 ليرة والفريز 500 ليرة.
350ألف ليرة شهرياً
وترى الدكتورة رشا سيروب مدرسة بجامعة الاقتصاد بدمشق في تصريحها لـ " جريدتنا"، أن لارتفاع الأسعار الكثير من الأسباب، أبرزها عدم استقرار سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار، إضافة للأجور والرواتب الضعيفة جداً والتي لا تتعدى 40 ألف ليرة في الوقت الذي تحناج به الأسرة أكثر من 350 ألف ليرة سورية شهرياً.
وتضيف سيروب، فيما يتعلق بارتفاع أسعار بعض المنتجات في مؤسسات التدخل الإيجابي يعود لأسباب عديدة، أولھا تقيد ھذه المؤسسات بالأنظمة والقوانين، إضافة إلى عدم المتابعة المستمرة لحالة الأسواق من قبلھا، لافتة إلى عدم قدرة التموين على تغطية الأسواق بشكل كامل بسبب ضعف الكادر وقلة العدد والآليات فضلا عن عدم توفر الخبرات الكافية لدى البعض منھم. مبينة عدم قدرة التموين على تغطية الأسواق بشكل كامل بسبب ضعف الكادر وقلة العدد والآليات فضلا عن عدم توفر الخبرات الكافية لدى البعض منھم.
ظروف معيشية سيئة
ويعاني السوريون من ظروف معيشية سيئة أوصلت عشرة ملايين منهم للجوع، بحسب تقرير برنامج الأغذية العالمي "الفاو". ويوضح التقرير أن "سبعة ملايين شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي في أنحاء البلاد، بعدما استنفدوا مدخراتهم ولم يعودوا قادرين على إطعام عائلاتهم".
ويشير التقرير إلى أن أعلى نسبة أمن غذائي هي 38 % في طرطوس، وأدنى نسبة أمن غذائي هي في حماة بنسبة 12 %، أما المعرضون هامشياً لانعدام الأمن الغذائي فتراوح نسبتهم فوق 40 %في عموم سورية، في حين تحتل حلب النسبة العليا في انعدام الأمن الغذائي وتصل إلى 40 %.
ولم تختلف المؤشرات السورية عن تلك الأممية، إذ أشار المكتب المركزي للإحصاء بدمشق إلى أن نسبة الأسر غير الآمنة غذائياً في سوريا وصلت في 2017 إلى 31.2 %.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: