Monday April 29, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

السوريون على الهوامش التركية في مواجهة "كورونا".. والائتلاف يسرقهم

السوريون على الهوامش التركية في مواجهة "كورونا".. والائتلاف يسرقهم

 

يعيش اللاجئون السوريون في الأراضي التركية ضمن مخيمات أو منازل مستأجرة بمبالغ أكبر من قدرتهم المالية أحياناً، بسبب قلة فرص العمل للاجئين في السوق التركية واستغلال العاملين من قبل التجار وأرباب المصانع التركية لمنحهم أجوراً تقل بكثير عن المواطنين الاتراك، ومع تعطل الاعمال في الأراضي التركية بسبب أزمة "كورونا"، التي تجتاح العالم، يجد سكان المخيمات القريبة من الحدود مع بلدهم الأم، أن الجمعيات الخيرية السورية المرخصة في تركية بحجة إغاثة المخيمات مجرد "مشاريع نصب"، من قبل مؤسسي الجمعيات على الجهات الدولية المناحة لهم، دون أن يكون ثمة أي عمل حقيقي لهم في الإغاثة.

"توعية فيسبوكية"

يؤكد أحد القاطنين في مخيم يقع إلى الجنوب من مدينة "أورفا"، التركية، أن الجمعيات الخيرية حصلت على دعم مالي ولوجستي ضخم من عدد من الدول لتعمل على نشر التوعية ووسائل الوقاية من "مرض كورونا"، داخل المخيمات الخاصة باللاجئين السوريين في تركيا، إلا أن الأمر لم يكن سوى حملات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتوعية السكان دون توزيع أي مساعدة طبية أو مواد وقائية لقاطني المخيمات، مع انتشار "بسطات"، خاصة ببيع المواد الوقائية من "كمامات – قفازات"، داخل المخيمات ما يشير إلى أن المواد اللوجستية تحولت إلى بضاعة تباع في السوق السوداء لصالح أصحاب الجمعيات.

يشير "أحمد" الذي يفضل عدم ذكر اسمه كاملاً خلال حديثه لـ "جريدتنا"، أن الجمعيات الخيرية من قبيل "علماء بلاد الشام – سند"، لا تهتم مطلقاً باللاجئين في الأراضي التركية، ويعمل القائمون على هذه الجمعيات على بيع المواد الإغاثية عبر وكلاء لهم في أسواق المخيمات، في ظل انعدام الرقابة القانونية على عمل هذه الجمعيات التي تعتبر وفقاً للقانون التركي "جمعيات أجنبية"، تعمل في تركيا على أساس تقديم الخدمات للاجئين السوريين حصراً، واللاجئين لا يعرفون من هذه الجمعيات إلا اسمها، وإذا ما توجه أحد اللاجئين إلى مراكز هذه الجمعيات للحصول على أي عون كان، سيكون الباب مغلقاً في وجه حتماً، بحجة عدم توفر الدعم.

يضيف أحمد بالتأكيد على إن حال الجمعيات الخيرية لا يختلف كثيراً عن حال المؤسسات التابعة لـ "الائتلاف المعارض"، الذي يحصل على مبالغ هائلة بحجة تقديم الدعم لسكان المخيمات من السوريين، لكن تبرير "الائتلاف"، وما يسمى بـ "الحكومة المؤقتة"، بأن المساعدات تنقل إلى الداخل السوري لدعم النازحين القاطنين في مخيمات إدلب وحلب، ما هو إلا كذبة كبيرة تروج لتلميع صورة "الائتلاف"، فالمخيمات في الداخل السوري لا تحصل على المواد الإغاثية إلا مرة كل شهرين أو ثلاثة، وبكميات غير كافية، وغالباً ما تكون محتويات السلال الغذائية ناقصة بعض المواد كـ "الزيت – الأرز".

في المعلومات 

يؤكد مصدر صحفي سوري مقيم في تركيا، إن «الائتلاف المعارض حصل على ما يقارب 40 طن من المواد الطبية الوقائية من "مرض كورونا"، كـ "الكمامات – القفازات – المعقمات"، بهدف توزيعها على المخيمات في الأراضي التركية، إلا أن القائمين على الملف وعلى رأسهم رئيس ما يسمى بـ "الحكومة المؤقتة"، المدعو "أنس العبدة"، قاموا بإخفاء هذه المواد وتقديم قوائم توزيع وهمية للجهات المانحة، وغالبا ما سيكون السوق التركية مركزاً لتصريف هذه المواد نظراً للإقبال الشديد من قبل المواطنين الأتراك على شراء المواد الوقائية في ظل تفشي "مرض كورونا"، في بلادهم».

يضيف المصدر إن «المخيمات الواقعة في الداخل السوري لم تحصل أيضاً إلا على جزء بسيط من المواد الإغاثية والوقائية، وذلك نظراً لمحاولة "الائتلاف المعارض"، تجنب الصدام مع منافسه الأقوى في الشمال السوري المتمثل بـ "حكومة الإنقاذ"، المعلنة من قبل تنظيم "جبهة النصرة"، مشيراً إلى أن ما خصص للمخيمات الواقعة في الداخل السوري هو كمية مماثلة لما خصص للمخيمات في تركيا، إلا ان ما وصل فعلياً هو أقل من نصف الكمية أي أقل من 20 طن من هذه المواد».

وما يزال ما يسمى بـ "الائتلاف المعارض"، يحاول أن يصور الحال في الشمال السوري على إنه آمن من احتمالات وصول "كورونا"، على الرغم من عدم قدرة الائتلاف على ضبط الميليشيات وقوات الاحتلال التركي من التنقل بين طرفي الحدود، أو فرض الإجراءات الوقائية عليهم، في حين أن الأسواق ما تزال تشهد وصول التجار الأتراك وبدون أي قيود على الرغم من انتشار المرض في بلدهم بكثافة.

 

 

المصدر: خاص

شارك المقال: