"السلسلة الأخلاقية للناشئين" بلا أخلاق!
لا نعلم كيف مرَّت نصوص "السلسلة الأخلاقية للناشئين" التي تصدر عن دار المناهل ودار اليقين على الرقابة، ولاسيما تلك التي ألفها "عبد اللطيف أحمد يوسف" ورسمها وأخرجها "محمد فرحات"، فتلك القصص المُسمَّاة زوراً "أخلاقية" تغرس في ذهن الناشئة فكرة أن العفة والشرف يرتبطان بالمدارس ذات الجنس الواحد، مع مهاجمة المدارس المختلطة وطالباتها، وكأن مجتمعنا خلا من القضايا الاجتماعية والإنسانية الشائكة، في حين كان من الحري بالقائمين على فكرة تلك المنشورات "الأخلاقية" أن يكرسوا مبادئ المحبة والتعاون والإخاء والحوار وقبول الاختلاف، وأن يعلموا الناشئة أن المختلف عني صديقي وأخي في الوطن وفي الإنسانية وإن خالفني الرأي والاعتقاد والعقيدة.
وأيضاً كان عليهم أن يمهدوا لفكرة المواطنة ويقدموا للناشئة محتواها، وأننا كمواطنين تجمعنا مظلة الوطن بصرف النظر عن انتماءاتنا ومعتقداتنا فتلك كانت القضية المركزية التي بسبب غيابها سالت أنهار من الدماء.
وأيضاً ينبغي الانتباه أننا في القرن الحادي والعشرين وأن مهاجمة المدرسة المختلطة، عار كبير جداً على سوريا التي تنشد العلمانية، كما أنه من المهم الارتقاء في الخطاب الموجه للناشئين من الغريزة إلى العقل، وأن يعلموا اليافع أن كلاً من الرجل والمرأة ينتميان الى جنس الإنسان قبل كل شيء، وأن يتنبهوا أنهم يلفتون الناشئة إلى قضايا قد لا يعرفونها أصلاً، كظاهرة الجنس الجماعي التي عرجت عليها القصص "اللا أخلاقية" وفي هذا اغتيال للطفولة.
ومن يمرر ويساند هذه المشاريع المتخلفة اجتماعياً وثقافياً وحضارياً وثقافياً وإنسانياً، هو عدو سوريا الأول.
وعن الموضوع نفسه كتب الفنان السوري "مصطفى الخاني" على صفحته الفيسبوكية: «شو هاااااااد؟! شو هاد يلي عم ينطبع ويتوزع علناً ع الأطفال! صور نساء عاريات في جوال الطفل! يدخن السكائر ويعطي صديقه دون علم الأهل! كذب على الأهل! وهروب من المدرسة! الحصول على رقم جوال لفتاة غير مؤدبة! ومواعدة الفتاة في الحدائق العامة هرباً من الأهل! وقضاء وقت ممتع في الملاهي...
لمن دار المناهل ودار اليقين اللتان تصدران من دمشق وتفسدان الجيل بهكذا طريقة؟! ومن هذا الكاتب الفهيم الذي يعلم الطفل كل ذلك؟! ومن هذا الرسام المبدع؟! وإن كان هذا الكاتب النابغة يكتب ذلك كي يعلم الطفل الابتعاد عن رفاق السوء، فهذا كاتب لا يفقه ألف باء أدب الطفل، لأنه علمه بشكل مباشر كل ما هو سيئ... كي يستنتج الطفل لاحقاً عبرة جيدة بشكل غير مباشر. أين الرقابة؟ الرقابة التي تدقق بالمجهر على أصغر الأمور في بعض المواضيع، لماذا تصاب بالعمى في هكذا أمور. انتبهوا إلى أطفالكم».
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: