Friday November 22, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

الشباب السوري «صرلنا 11 سنة صايمين».. إفطار شهي وهجرة مقبولة

الشباب السوري «صرلنا 11 سنة صايمين».. إفطار شهي وهجرة مقبولة

خاص/ حسن سنديان 

"عشر أعوام ونحن صيام، عن الأحلام، الطموح، متى سيحين موعد الإفطار، والهجرة المقبولة،؟ هل بعد قرن أم سنة ضوئية؟"، هذا حال أغلب الشباب السوريين في الداخل، كل منهم صائم على طريقته الخاصة، لكنهم ينتظرون الهجرة المقبولة بعد الإفطار الشهي، خارج بلادهم على الأغلب. 

مع بداية الأزمة تغيرت الأحلام، أصبح أصحابها يبحثون عن فرص صغيرة، علها تعيد طعم الأيام الجميلة لصيامهم، الذي بات أشبه "بالخلوة"، خلوة لأعوام، «بتمنى بلدي يقلعني لأني بلا وطن ما بعرف ليش متمسكين بقضيتي اللي خلقت لاستعراض العضلات»، بهذه الكلمات على الصعيد السياسي تصف حالها الصحفية الفلسطينية السورية "بيسان خلف"، تقول «بدأ الصوم لحظة دخولي كلية الإعلام عام ٢٠١٧ مع أحلام وطموحات كبيرة وكل فرصة صغيرة أقول حان موعد الإفطار ليأتي "حوت" متغذي كثيراً ويأكل الفرصة ويأكلني معها أيضاً»، مضيفةً «على مايبدو أن هذا الصوم لن ينتهي إلا في حال هجرتي إلى بلدٍ يحترم تعب وطموح الشباب، بتوزع الكفاءات بمكانها الصحيح». 

على الطرف الآخر، يرى الدكتور "محمد خلف" ٣٧عام المقيم في بروكسل، الذي أنهى صيامه عن أحلامه في بلده سوريا، وهاجر أوروبا، « في البداية كان طموحي كباقي طوح أي شاب دخل الجامعة وتخرج وتوظف، لكن من خلال عملي بمكتب سفريات، كبر الطموح وأصبحت رغبتي بالسفر أكبر، كي أحدث فارق في حياتي»، مضيفاً «غادرت سوريا عام ٢٠٠٥ وسافرت بلجيكا، وفي بروكسل كان صيامي بسيط، عبارة عن إكمال تعلّمي، يجب أن أتعلم لغتين الفرنسية والهولندية، بالإضافة لعمل دائم كي أدفع تكاليف الدراسة ومصروفي الشخصي».

وتابع «وبعد ٧ سنوات دخلت جامعة بروكسل الحرة، وحالياً أن متخرج علم نفس وعلوم تربوية وأعمل مسؤول القسم النفسي في دار عجزة ببروكسل، والطموح يكبر كل يوم أكثر، لأن الصوم هنا أخره إفطار شهي، أما الصوم في سوريا أخره موت». 

شعب تعود على الصيام! 

في شمال شرق سوريا، لا يختلف الوضع أيضاً عن أبناء العاصمة دمشق، فالحلم واحد، "الهجرة"، أما الصيام فلم يعد محتكراً على المائدة الرمضانية الشحيحة في تلك المناطق، بل بات حال شبانها أيضاً، الصفي والناشط الاجتماعي في مدينة الحسكة "حسن علي" لا يختلف صيامه عن باقي بل الشبان السوريين، يعود بذاكرته إلى عام 2011، قائلاً «بدأت الصوم مع بداية سنوات الحرب، الصيام عن الأكل والشرب عن الكلام عن التعبير.. أعتقد نحن شعب تعود ع الصيام منذ عشرات السنين».

ويتابع كلامه «بالعودة إلى رمضان، كل سنة يتغير شكل الصيام من ٢٠١١ لحين ٢٠٢١.. تبعاً للأوضاع الاقتصادية وفقدان كل سنة جزء من تقاليد وعادات رمضان، حتى الأشخاص بسبب الحرب، كل سنة نصل إلى شهر رمضان بعدد أكبر من الخسارات، وفي آخر سنتين أصبح هناك سبب إضافي "فيروس كورونا».

أما عن الهجرة ورمضان فكان رأي الصحفي "حسن" مختلفاً نوعاً ما عن أغلب الشبان «أبداً لا أتمنى الهجرة حتى لأفضل بلد ومع أفضل التسهيلات والميزات، من الممكن أن يكون السفر للعمل لفترة محددة فقط، لكنه لن يكون استقرار وهجرة»، معتبراً ان الإفطار الشهي يكون في سوريا بين الأهل والجيران، مع تغير شكل رمضان ولكنه مملوء بالحب والشعور العائلي ولو بأول دقائق الإفطار، وأنا أتكلم عن دائرتي الصغيرة». 

علنا نفطر على كلمة، نعبر فيها عن آرائنا باحترام، عن طموحاتنا، وأحلامنا، ربما عن التطور، أو أسرة صغيرة قبل أن نبلغ الخمسين عاماً، فهل سنفطر يا سوريا أم هناك هجرة مقبولة؟.  

 

 

 

المصدر: خاص

شارك المقال: