السعودية ترمي الكرة في ملعب قطر.. هل تنجح المصالحة؟
من بوابة الرياضة، وإعلان السعودية والإمارات والبحرين قبل أسبوعين إنهاء مقاطعتها لكأس الخليج الذي سيقام في قطر، ظهرت إرهاصات مصالحة خليجية بين الأخيرة وكل من الدول الثلاث المقاطعة لإمارة تميم، تزامنت مع تصريحات رسمية كويتية عن "انفراجة قريبة" في الأزمة الخليجية، التي عادة ما تأخذ دور الوسيط في فض النزاعات الخليجية الغير المنتهية، وبالتزامن أفاد مسؤول سعودي في واشنطن أن قطر بدأت اتخاذ خطوات إصلاح العلاقات مع جيرانها.
بعد ثلاثين شهراً من تبادل الشتائم والاتهامات والفضائح على وسائل الإعلام وتسخير المليارات في سبيل ذلك، يُلاحظ في الفترة الأخيرة وجود هدنة إعلامية بين ممالك الخليج المعنية بالنزاع.. الأطراف تعبتْ وأنهكت ووصلت إلى طريق مسدود، يبدو هذا الجواب اختصار لمجموعة أسباب وأحداث تدفع السعودية وحليفيها، مرغمين، لاتخاذ خطوة إلى الأمام، وتجعل قطر تستجيب بسرعة لفك الحصار عنها.
قد تكون الخطوات المتبادلة بين دول الخليج نوع من المراوغة، واحتمالات فشلها كبيرة، خاصة أنها لم تكن المحاولة الأولى الفاشلة للمصالحة منذ اتفاق الرياض 2013، لكن يمكن قراءة هذه التحركات السعودية المستجدة اتجاه قطر في ضوء الضغوط على السعودية، ومحاولة التخفيف منها، بالتزامن مع مجموعة من الأزمات التي تعصف بها.
الحرب على اليمن، وبعد انسحاب الإمارات منها، تاركة السعودية وحيدة في مواجهة المقاومة اليمنية، التي قلبت المعادلة، وكان الهجوم اليمني الأخير على "آرامكو" السعودية نقطة تحول غيّرت المعادلات، ولم تستطع كل المليارات التي صرفت على شراء أحدث أنظمة الدفاع والهجوم الأمريكية من حماية المملكة، وربما بات الخليجيون وعلى رأسهم السعودية، يدركون أن أمريكا لن تحميهم.
استنزف العدوان السعودي على اليمن دول الخليج، وباتت السعودية منهكة مالياً، وقد عرضت حصة من أرامكو للبيع، بعد أن بلغ العجز في الميزانية حدود ال 60 مليار دولار، وهناك تصريح مهم لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية السابق، الجنرال ديفيد بتريوس، مؤخراً، قال فيه إن السعودية على حافة الإفلاس.
قطر أيضاً تريد إنهاء الحصار المفروض عليها، والذي كلفها المليارات، وعانت على أكثر من جبهة اقتصادية، في قطاع العقارات والسياحة، وكذلك مجموعة الخطوط الجوية القطرية، واستخدمت قسماً كبيراً من احتياطاتها وعائدات استثماراتها لتخفيف آثار الحصار.
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن زيارة سرية قام بها محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وزير الخارجيّة القطري، إلى الرياض الشهر الماضي، وأكدتها وكالة "رويترز" وقالت إن جهود المصالحة السعودية القطرية التي ترعاها كل من الكويت وسلطنة عُمان بدعم أمريكي تُحقق تقدماً ملحوظاً.
وكانت قناة "الحرة" الممولة أمريكياً أفادت مؤخراً أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يشرف شخصياً على الجهود الدبلوماسيّة المبذولة للتقريب بين أطراف النزاع الخليجي، فهل تفشل المحاولة الجديدة للصلح كما فشلت سابقاتها، أم أن المآزق الكثيرة التي يتخبط فيها أمراء النفط تدفعهم أكثر نحول التنازل المتبادل وعقد اتفاق رياض ثانٍ؟.. الإجابة برسم الأيام القادمة.
المصدر: خاص- وسام إبراهيم
بواسطة :
شارك المقال: