الروائي "خليل صويلح" لـ"اتحاد الكتاب العرب": اختبروا النَّدم

بديع صنيج

 

من المفارقات الجميلة في سيرة الروائي السوري "خليل صويلح"، والتي نشرها مؤخراً على صفحته في الفيسبوك أنه تقدَّم بطلب للانتساب إلى اتحاد الكتاب العرب عام 1998 ليأتيه الرَّد كالتالي:

«تحية عربية..

لدى اطلاع المكتب التنفيذي بجلسته رقم /142/ تاريخ 6/6/1998 على طلبات الانتساب تقرر عدم الموافقة على قبولكم مرشحاً للعضوية في اتحاد الكتاب العرب.

وإننا إذ نعلمكم قرارنا، نأمل أن تواصلوا جهودكم في خدمة الأدب وقضاياه.

مع فائق التحية

رئيس اتحاد الكتاب العرب

الدكتور علي عقلة عرسان»

وذلك من دون إيراد أسباب الرفض، رغم أنه منذ ذاك التاريخ وقبله كان "صويلح" اسماً مهماً في الصحافة الثقافية كتابةً وإدارةً، ومن الواضح أنه يمتلك مشروعاً أدبياً بدأه في الشعر أولاً بديوان وحيد، ليجد نفسه في الرواية كعالمٍ أكثر اتساعاً وأرحب مساحةً لقول ما يُريد، لتأتي رواياته بمثابة مقاربة أدبية مجتمعية وثقافية ونفسية للواقع السوري المُعاصر، والأهم تميُّزه في معمارية تلك الروايات التي جعلته ينال جائزة نجيب محفوظ عن رواية "ورّاق الحب" التي نشرها عام 2002، ثم ترجمت للإنكليزية وصدرت عن قسم النشر بالجامعة الأمريكية عام 2010، كما أنه نال مؤخراً جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الثانية عشرة، عن رواية "اختبار الندم" الصادرة عن دار "هاشيت أنطوان/ نوفل" في بيروت 2017، فضلاً عن النجاحات التي حققتها رواياته "بريد عاجل" (2004) و"دع عنك لومي" (2006) و"زهور وسارة وناريمان" (2008)، وأيضاً رواية "سيأتيك الغزال" التي حصلت على منحة آفاق في فئة الأدب ونُشرت في العام 2011، طبعاً هذا إضافة إلى كتبه النقدية ذات المستوى الرفيع والتي كان آخرها كتابا "قانون حراسة الشهوة" و"ضد المكتبة"، فعلى ما يبدو أن "خليل صويلح" امتثل لرغبة الاتحاد القديمة، إذ واصل جهوده في خدمة الأدب وقضاياه، مُحققاً الكثير في عالم الرواية والنقد والصحافة الثقافية، مما جعل الكثير من أصدقائه يعتبرون عدم قبول عضويته في اتحاد الكتاب العرب بمثابة شهادة له على إبداعه وتفرُّده، لدرجة أن أحد أصدقائه كتب له تعليقاً قال فيه: «دعم يختبرون الندم».