الرجل الذي أكل البيضة والتقشيرة في إدلب
مجموعة من الرجال قليلي الأحمال ثقيلي الأحلام مطلقين لحاهم ويسلكون طرق التهريب القديمة في الصحراء الموحشة عند الحدود "السورية - العراقية" يقودهم رجل تتلمذ على كبار قادة تنظيم القاعدة.
الجماعة أنهت حربها في العراق وقررت التوجه نحو الشام لتعلن حرباً جديدة تحت لواء "الدولة الإسلامية"، ذاك الرجل الذي بدأت نزعته الأولى بالخروج من عباءة داعش، وجد نفسه بعد سنوات قليلة، صاحب النفوذ الاقتصادي الأقوى شمال سوريا .. ومنذ اللحظة الأولى التي وطأت أقدامه سوريا بدأ حلم الإمبراطورية يترسخ.
«أبو محمد الجولاني» آكل البيضة والتقشيرة
في منتصف كانون الثاني من العام 2012 ظهر اسم أبو محمد الجولاني للمرة الأولى على وسائل الإعلام عندما تم تعيينه قائداً لتنظيم «جبهة النصرة» المشكّل حديثاً، سرعان ما انقلب الجولاني على داعش
حرب الإخوة الأعداء اشتعلت واستمرت لأشهر طويلة، وفي النهاية وجد كل تنظيم توجهه وأهدافه وانحاز إلى الجهة الداعمة له.
«الصعود إلى القمة»
«الجولاني» توجه إلى إدلب قرب الحدود التركية، وبدأ حشد المقاتلين لشن المعركة الأكبر للنصرة حينها.
في العام 2015 سيطرت «النصرة» على إدلب، وأصبح الجولاني الحاكم الأوحد في المدينة.
وتبدأ بعد ذلك معركة من نوع آخر.
«الجولاني» وحرب المعابر!
منذ إعلان السيطرة على إدلب .. كان الجولاني يطمح لهدف واحد وهو تأسيس إمبراطورية اقتصادية لا تقهر، البداية كانت بالسيطرة على المعابر التي تربط إدلب بمحيطها.
معركة أولى ضد حركة أحرار الشام عام 2017 تنتهي بالسيطرة على معبر الهوى الاستراتيجي مع تركيا، تقاضي الرسوم الجمركية، واحتكر استيراد المواد الأساسية والمستلزمات المعيشية والمشتقات النفطية.
ومعركة أخرى ضد حركة نور الدين الزنكي عام 2019 تنتهي بالسيطرة على معبر دارة عزة الذي يربط إدلب بريف حلب، أتاح ذلك لـ«الهيئة» الهيمنة على تجارة المحروقات التي كانت تمر من شرقي الفرات نحو ريف حلب الشمالي، ثم إدلب، كذلك سيطرت «الهيئة» على معبري الراشدين والمنصورة.
شركة «تحرير الشام» القابضة
أسس الجولاني شركة «وتد»، الشركة تولت تجارة المحروقات بالكامل في إدلب.
وتحكمت بأسعار المحروقات كونها المستورد الوحيد من تركيا أولاً ومن مناطق شرق الفرات ثانياً، إلى جانب «وتد» أسس الجولاني شركة «اليمامة» التي هيمنت على القطاع الزراعي والحيواني في إدلب
الشركة فرضت الأتاوات على المزارعين وتحكمت بأسعار المواد الزراعية والمنتجات الحيوانية، كما أسس الجولاني شركة «نماء» برأس مال تجاوز الـ 12 مليون دولار أمريكي.
الشركة تعمل في مجال المقاولات والاستيراد وتعد أحد المشروعات الاقتصادية الأضخم للجولاني، وإضافة إلى عدد من الشركات الصغيرة سيطر الجولاني على اقتصاد إدلب.
وأصبح «الحاكم المطلق» في المدينة، بعد إنهاء الفصائل المناوئة عسكرياً، والقضاء على الشركات الناشئة اقتصادياً.
«مافيا الجولاني لا تتوقف»
لم تتوقف المافيا الاقتصادية للجولاني عند هذا الحد، الجولاني سيطر على تصريف الأموال في المدينة، تحكم بالتجارة المالية مع تركيا، حارب التجار في المدينة، ووضع أيده على المواد الأساسية من الخبز إلى المشتقات النفطية وليس انتهاءً بالمساعدات الإنسانية.
اليوم .. ومع تقلص المساحة الجغرافية التي يسيطر عليها وتراجع الدور السياسي الذي يلعبه، هل تنفع العباءة الاقتصادية في تصدير الجولاني إلى العالم؟
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: