الرغيف... مُغمّساً بالدم في دمشق!
أكثر من شهرين، ولا تزال أزمة رغيف الخبز مُستمرة، دون قدرة وزارة التموين على حلّها، حيث أضحت مظاهر الطوابير والازدحام أمام الأفران من المشاهد اليومية السورية.
لكن ما ليس جديداً، يكمن في أن تصبح مقولة "لقمة مغمسة بالدم" تعبيراً حقيقياً، وليس مجازياً.
إذ تعرض الطفل، محمد طلال الرواس 13 عاماً (بائغ خبز على بسطة) لحادثة موت غريبة نوعاً ما، دارت أحدثها في إحدى حارات دمشق القديمة.
وفي حي باب سريجة، وتحديداً في فرن "قبر عاتكة" مات الرواس " بائع خبز"، داخل الفرن، إثر سقوطه في عجّانة الفرن، ضمن ظروف لا تزال غامضة.
أحد الحاضرين وقت وقوع الحادثة قال "لجريدتنا" " إنّ «الرواس من بائعي الخبز بشكل يومي، وكان يدخل بشكل متكرر إلى داخل الفرن من بابه الخلفي، ويخرج محمّلاً بالخبز". لكنه هذه المرة دخل دون عودة».
كما علّق أحد أقرباء الرواس لجريدتنا قائلاً «لا نعلم ماذا حدث، لكن محمد كان يبيع الخبز كغيره الأطفال دون أيّة مشاكل»، ويتابع بأنّه «ربّما يكون هناك احتمال لخلاف ما مع أحد عمال الفرن»، متسائلاً «كيف لطفل أن يسقط في عجّانة الفرن، وهو لا يستطيع حتى الوصول إليها؟».
وختم حديثه بالقول إنّ «عائلته تنتظر نتيجة التحقيقات»، وذلك بخلاف ما نقلت بعض المواقع، عن أن والد الطفل لم يتهم المخبز بالحادثة.
من جهته، بيّن مدير فرع السورية للمخابز، "نائل اسمندر"، في تصريحات صحفية، أن موت الطفل لا يخرج عن سياق القصاء والقدر، رغم أن التحقيقات لم تنتهي بعد، وما زالت بعهدة القضاء، كما أنّه لم يأتي على ذكر أن الطفل "بائع خبز"، حيث تنتشر عمالة الأطفال أمام الأفران كبائعي خبز، وتحت أعين التموين، وغيرها من الجهات المختصة.
أن تنتظر الناس لساعات طويلة لِتحصل على ربطة خبز، لم يعداً أمراً مستهجناً، بل أضحى من يوميات السوري الذي ألفى المشهد، وكوّن الصداقات وعزز علاقاته الاجتماعية مع غيره، في وقت كل الدول تسعى لتحقيق التباعد الاجتماعي بسبب جائحة كورونا.
هكذا، أغلق فرن "قبر عاتكة" بانتظار ظهور نتائج التحقيق في حادثة "بائع الخبز" وتفرّقت الناس، ودخلت في رحلة البحث عن فرن أخر، للحصول على لقمة عيشها، وكلّ أملها ألا تكون مغمّسة بالدم. وبدلاً من إنهاء ظاهرة عمالة الأطفال بِيع الخبز، أصدرت المؤسسة السورية للمخابز قراراً بمنع الزيارات والدخول إلى داخل حرم أي مخبز.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: