الرئيس الأسد يقيّم الاتفاق الروسي التركي
قيّم الرئيس السوري، بشار_الأسد، الاتفاق الروسي - التركي بشكل إيجابي، مؤكداً أن الهدف من العنوان الإنساني الذي طرحه النظام التركي لعمليته في الشمال السوري هو الخداع وخلق صراع على أسس عرقية، وأن داعش أتت بإرادة أمريكية، وقامت بنشاطاتها بغطاء أمريكي، معتبراً الولايات المتحدة الأمريكية دولة مبنية كنظام سياسي على العصابات.
وأكد الرئيس الأسد، خلال مقابلة أجراها مع "قناة روسيا 24" و"وكالة روسيا سيغودنيا"، أن الوجود العسكري الروسي في سوريا هو في إطار التوازن العالمي «لأن العالم اليوم لا يخضع للمعايير القانونية وإنما لمعايير القوة.. فالقوة الروسية من الناحية العسكرية ضرورية للتوازن في العالم، هذا جانب، الجانب الآخر هو مكافحة الإرهاب».
وأضاف الرئيس الأسد أن «دمشق تقيم الاتفاق الروسي-التركي بشكل إيجابي، ليس انطلاقاً من الثقة بالطرف التركي، بل لأن دخول روسيا على الموضوع له جوانب إيجابية لأنه يلعب دوراً في سحب الذريعة أو الحجة الكردية من أجل تهيئة الوضع باتجاه الانسحاب التركي».
وتابع الرئيس الأسد أن «لا أحد يصدق بأن تركيا تريد إعادة ثلاثة ملايين لاجئ سوري إلى شمال شرق البلاد فهو عنوان إنساني طرحه النظام التركي والهدف منه الخداع وخلق صراع على أسس عرقية في تلك المنطقة والمجيء بالإرهابيين إليها مع عائلاتهم ليكونوا مجتمعاً متطرفاً يتماشى مع الرؤية التي يسعى إليها رئيس النظام التركي أردوغان».
وأوضح أن معظم السوريين الأكراد وطنيون يقفون مع دولتهم ومع الشعب السوري ولكن هناك مجموعات البعض منها كردية والبعض الآخر عرب تعمل بإمرة الأمريكيين وهناك حوار معهم بعد عودة الجيش السوري إلى مناطق الشمال من أجل إقناعهم بأن الاستقرار يحصل عندما نلتزم جميعا بالدستور السوري وقال: «بعد تسع سنوات حرب أعتقد بأن معظم السوريين فهموا أهمية التوحد مع الدولة بغض النظر عن الخلافات السياسية».
وتابع الرئيس الأسد: «داعش أتت بإرادة أمريكية، وقامت بنشاطاتها بغطاء أمريكي، ولدينا قناعة ومعلومات بأن أمريكا كانت تحرك داعش مباشرة كأداة عسكرية لضرب الجيش السوري ولتشتيت القوى العسكرية التي تقاتل الإرهاب، وفي مقدمتها الجيش السوري».
ولفت إلى أن الحل الأسلم لإخراج المحتل الأمريكي من الأرض السورية أن نتوحد كسوريين حول المفاهيم الوطنية، مؤكداً أن الوجود الأمريكي في سورية سيولد مقاومة عسكرية تؤدي إلى خسائر بين الأمريكيين وخروجهم إذ لا يمكن للولايات المتحدة أن تعيش بأي منطقة تحتلها وهي مرتاحة وهذا ما حصل في العراق وأفغانستان وإن سورية ليست استثناء بالنسبة لهذا الموضوع.
وقال الأسد : «بعد تسع سنوات حرب أعتقد بأن معظم الناس فهموا أهمية التوحد مع الدولة بغض النظر عن الخلافات السياسية، والدولة في كل العالم هي التي تحتضن الجميع. أعتقد بأننا نسير في هذا الاتجاه»، مضيفا: «نحن لن نوافق لا اليوم ولا غدا، لا كدولة ولا كشعب، على أي طرح انفصالي».
وأكد الأسد على أن «الحرب لا تعني تقسيم البلد ولا تعني الذهاب باتجاه الانفصال، لا تعني الذهاب باتجاه نسف الدستور ولا إضعاف الدولة، الحرب يجب أن تكون تجربة نخرج منها بوطن أقوى وليس بوطن أضعف، أي شيء انفصالي لن نقبل به على الإطلاق».
وتابع الأسد: «المسلح ليس حالة مجردة لديه أطفال عاشوا لمرحلة طويلة بعيداً عن القانون، وعن المناهج الوطنية، تعلموا مفاهيم خاطئة، فيجب أولاً دمجهم بالمدارس وهذا ما أعلنا عنه منذ أسابيع قليلة لكي يندمجوا ويتشربوا من جديد المفاهيم الوطنية».
وأضاف «لجنة الدستور تناقش الدستور، وبالنسبة لنا الدستور كأي نص من وقت لآخر لا بد من دراسته وتعديله بحسب المعطيات الجديدة الموجودة في سوريا هو ليس نصا مقدسا».
وقال الأسد إن «الولايات المتحدة الأمريكية دولة مبنية كنظام سياسي على العصابات، الرئيس الأمريكي هو عبارة عن مدير تنفيذي لشركة وخلفه مجلس إدارة يمثل الشركات الكبرى في أمريكا، المالكين الحقيقيين للدولة، شركات النفط والسلاح والبنوك وغيرها من اللوبيات».
المصدر: رصد
بواسطة :
شارك المقال: