Monday April 29, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

الربيع العربي.. «كأنك يابو زيد ماغزيت»!

الربيع العربي.. «كأنك يابو زيد ماغزيت»!

عودُ ثقابٍ أشعله بائع متجول في تونس بجسده، فأشعل ناراً من مغرب الدول العربية إلى مشرقها، لم ينجو منها إلا «كلُّ ذي حظ عظيم»! 

تمرّد.. احتجاجات.. ونزاع دموي.. وبعد 10 سنوات ماذا حدث؟

الربيع العربي.. «كأنك يابو زيد ماغزيت»

في هذه الصورة سيف الإسلام ابن الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي يقدّم أوراق ترشّحه للانتخابات الرئاسية، مرتدياً عباءة وعمامة تذكّرك بأمر واحد: القذافي الأب!

قبل نحو شهر ونصف على مصرع القذافي عام 2011، خرج نجله سيف الإسلام بتصريحات من ضواحي طرابلس، خاطب فيها المتمردين قائلاً: «طز فيكم وطز في الناتو اللي وراكم.. مستمرون بالمقاومة والحرب حتى النصر».

سواء قتل المتمردون القذافي في لحظة غضب أو بأوامر خارجية، فإن ابنه قد عاد الآن، من محكوم بالإعدام إلى مرشّح للرئاسة، ليواجه من قتلوا أباه وأنهوا نظامه، على الطريقة التي نادوا بها: «الديمقراطية».. فهل ينتصر عليهم؟! 

في ليبيا بدأت بتمرّد على نظام حكم القذافي، أنصار التمرد سمّوه «ثورة شعبية»، وأنصار القذافي سمّوه «ثورة الناتو».. لكن العبرة بالنتائج.. مابعد القذافي كان حرباً أهلية دموية لم تهدأ إلا قبل أشهر قليلة.. والنتيجة الآن انتخابات رئاسية مرشحّها الأبرز نجل القذافي شخصياً، وربما يكون المرشح التالي شخصية قادمة من أحضان العسكر هي خليفة حفتر.. وفهمكم كفاية!

مصر.. من حكم العسكر إلى حكم العسكر!

منذ سقوط حكم الملك فاروق على أيدي «الضباط الأحرار» عام 1952، حكم العسكر مصر، بدءاً من محمد نجيب، مروراً بجمال عبد الناصر، ثم أنور السادات، وليس انتهاءً بحسني مبارك، الذي انتهى حكمه بثورة شعبية، ركبها الإخوان المسلمون، وتنعّموا بالحكم لمدة سنة واحدة فقط، قبل أن يعود حكم العسكر على يد المشير عبد الفتاح السيسي.. يقول المناهضون للحكم في مصر إنه «تم إعادة إنتاج النظام القديم»! 

يتبع..

تونس

 الناجي الوحيد لم ينجو حتى الآن!

من هنا كانت انطلاقة ماسمي لاحقاً بـ«الربيع العربي»، تحرك التونسيون ضد نظام الحكم في بلادهم.. رحل نظام زين العابدين بن علي، ولكن النتائج لم تكن على قدر الحراك!.

يقال إن الحريات ازدهرت في تونس، هذا في الشقّ السياسي، أما في الشق الاقتصادي فقد جاءت النتائج عكسية تماماً.

أظهر استطلاع لصحيفة «الغارديان» البريطانية لهذا العام، أن تونس تعيش خيبة أمل عميقة، فقد اعتبر نصف التونسيين أنهم الآن «في وضع أسوأ».

تناحر بين الأحزاب السياسية في تونس، وعدم استقرار حكومي، أنتج عدم استقرار اقتصادي.

معدلات البطالة ارتفعت من 13 % عام 2010 إلى 16.2 % عام 2020.. ركودٌ اقتصادي بنسبة 9 %، وعجزاً في الموازنة بنسبة 13.4 %، ودينٌ عام يقترب من 90 % من الناتج المحلي.

سوريا واليمن.. الخراب

المصيبة واحدة هنا.. تجتمع سوريا واليمن على نتيجة واحدة: «الخراب».. ضحايا بالآلاف.. دمار هائل في البنية التحتية، وفقر.

ونتيجة أخرى هي: عدم حسم الصراع!

إذا أردت أن تعرف ماذا حدث في معظم الدول العربية بعد 10 سنوات من «الربيع»، ليس عليك سوى أن تنظر إلى ما فعله البوعزيزي بنفسه.

باختصار.. كل ما فعلته هذه الدول أنها أضرمت النار في جسدها فقط!.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: