النيوزويك: قوات روسية مكان الأمريكية في منبج
في مشهد ذي دلالة على تغير موازين القوى على ساحة المعركة المستمرة منذ ثماني سنوات في سوريا، نشرت مجلة "النيوزويك" الأمريكية أمس الثلاثاء 8- 1-2019، تقريراً تناولت فيه دخول الشرطة العسكرية الروسية برفقة القوات السورية الحكومية إلى مناطق في ريف منبج كانت تسيطر عليها القوات الأمريكية حتى وقت قريب، حيث نفذت قوات ما يعرف بـ"قوات سوريا الديمقراطية" مع حلفائها الأمريكيين انسحاباً من المنطقة إثر القرار الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" والقاضي بسحب الجيش الأمريكي بشكل كامل من سوريا خلال أشهر.
وأظهرت لقطات نشرتها وزارة الدفاع الروسية يوم الثلاثاء الماضي، عربات الشرطة العسكرية الروسية التي كانت تسير في شوارع المنطقة بالقرب من منبج، وهي مدينة تقع في الشمال الشرقي من محافظة حلب، وذلك بعد أن تبادلت قوات عسكرية مختلفة السيطرة على المنطقة منذ العام 2011، لتقرر "قسد" أخيراً تسليم المنطقة للحكومة السورية المركزية، وذلك بعدما أعلنت الولايات المتحدة عن خططها لسحب ما يقرب من 2000 جندي أمريكي من مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" وخوف الأخيرة من هجوم محتمل من قبل تركيا وشركائها المحليين.
وقال المتحدث باسم الشرطة العسكرية الروسية "يوسوب ماماتوف" أمس الثلاثاء: «بدأنا اليوم القيام بدوريات في المنطقة الأمنية بالقرب من مدينة منبج والمناطق المحيطة بها، وتتمثل مهمتنا في ضمان الأمن داخل منطقة مسؤوليتنا ».
يقول تقرير النيوزويك الأمريكية إن الاستيلاء على منبج من قبل المتمردين على سلطة دمشق في العام 2012 كان برعاية الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين مثل إسرائيل وقطر والمملكة العربية السعودية وتركيا الذين دعموا جهودًا للإطاحة بالرئيس السوري "بشار الأسد"، بذريعة اتهامه بانتهاك حقوق الإنسان، إلا أنه بعد عامين فقط من ذلك، قام تنظيم الدولة الإسلامية داعش بالاستيلاء على المدينة، حيث فقدت المعارضة الإسلامية على نحو متزايد الأراضي والتأثير على متشددي داعش الذين احتلوا لاحقاً نحو نصف سوريا والعراق المجاور.
وفي العام 2014 ، شكلت الولايات المتحدة ائتلافاً دولياً أعلنت أنه موجه ضد داعش، وفي العام التالي تعاونت مع ما يسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية" لمحاربة داعش، بينما دخلت روسيا المعركة إلى جانب الأسد.
وأشار تقرير "النيوزويك" إلى حملة التهديدات التي أطلقها الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" ضد قوات "قسد" في منبج وشرق الفرات، وهي ما اضطر "قسد" أخيراً إلى تسليم المنطقة للقوات التابعة للحكومة السورية، في محاولة لتجنب هجوم عسكري تركي على المدينة، كما تطرق التقرير إلى قرار الرئيس الأمريكي "ترامب" الانسحاب من سوريا، ومعارضة وزير دفاعه "ماتياس"، الذي قدم استقالته إثر قرار الانسحاب اعتراضاً منه على التخلي عن حلفاء واشنطن المحليين في سوريا.
واستعرض التقرير تفاصيل زيارة مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض "جون بولتون" للشرق الأوسط والمؤتمر الصحفي الذي عقده يوم الأحد الماضي في القدس، حيث تعهد "بولتون" فيه، بدعم الولايات المتحدة الثابت لإسرائيل ضد خصمهما المشترك إيران في سوريا.
ثم انتقل "بولتون" بعد ذلك إلى أنقرة، حيث ألغى"أردوغان" اجتماعاً مخططاً بينهما يوم الثلاثاء الماضي، بعدما حذر الزعيم التركي "بولتون" من أنه ارتكب "خطأً فادحاً" في تصريحاته بشأن ضمان حماية "قسد" شمال شرق سوريا من هجوم تركي.
وقال المتحدث باسم أردوغان "إبراهيم كالين" خلال مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء: «إن تركيا تتوقع من الولايات المتحدة أن لا تسلم السيطرة على قواعدها الـ 22 في شمال سوريا لقسد، بل لقوات المعارضة السورية المسلحة، وأن تستعيد أمريكا قبل انسحابها الأسلحة التي قدمتها للمقاتلين الأكراد».
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: