الناتو العربي ولد "ميتاً"

لا تزال حلقات الفشل تلاحق مشروع "الناتو العربي" الهادف إلى بناء منظومة عسكرية بين الجيوش الخليجية ومصر والأردن، برعاية أمريكية، لمواجهة ما تسميه واشنطن بالخطر الإيراني في المنطقة، وسط توترات إقليمية وخلافات تعصف بدولها، إلى جانب تباين الأولويات.
ويعود الحديث عن الحلف مجدداً بعد أنباء تحدثت عن انسحاب مصر من المشاورات الخاصة بالجهود الأمريكية لتشكيل "الناتو العربي"، على الرغم من أن مصادر مصرية مسؤولة قللت من دقة ما تم نشره بشأن وجود قرار كهذا.
وقالت المصادر: «إن الحديث عن خطوة أو قرار بالانسحاب من جانب القيادة المصرية ليس صحيحاً، ولكن هناك تباينات في الرؤى ترغب القاهرة في حسمها قبل إنهاء مرحلة المشاورات والبدء في الخطوات العملية».
في غضون ذلك، لا تزال الأزمة الخليجية المفتعلة بعد فرض السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصاراً على قطر، تراوح مكانها، وهو ما يقف عثرة بوجه تشكيل هذا الحلف، كما أن وجهات النظر بين الدول الخليجية حول العلاقة مع إيران متباينة.
ففي الوقت الذي لا توفر فيه الرياض وأبوظبي والمنامة مناسبة للإعلان عن عدائها لطهران، فإن الدوحة والكويت سبق أن دعتا إلى الحوار مع إيران لإيجاد حلول لأزمات المنطقة، فيما تتخذ مسقط موقفاً حيادياً في هذا الشأن.
ويقول خبير أردني في الشؤون العسكرية، إن الناتو العربي ولد ميتاً، مثل الجامعة العربية، فالدعوة إلى هذا الحلف كانت دعوة أمريكية، ليست صادرة عن إرادة عربية، والولايات المتحدة عندما تنشئ تشكيلاً معيناً تنظر لمصالحها وليس لمصالح الآخرين، وبالتالي، فإن الرؤية الأميركية لا يمكن أن تتفق مع النظرة العربية الوطنية.
المصدر: وكالات
شارك المقال: