الميليشيات السورية التابعة لأنقرة.. فرض أتاوات وتهجير قصري لأهالي عفرين

لم تنتهي القصة عند تهريب الزيد من عفرين شمال سوريا، عبر الميلشيات السورية التابعة لأنقرة بعدما سيطرت عليها منذ سنوات في عملية "غصن الزيتون"، تواصل تلك الميليشيات المدعومة من تركيا عمليات النهب والتهجير القصري لأهالي المدينة.

ونشرت وسائل إعلام معارضة تحقيقاً يوثق تلك الانتهاكات، حيث أجرت إحدى المواقع التابعة للمعارضة لقاءات مع  مزارعي الزيتون في عفرين، حيث يعانون من مأساة كبرى بسبب هيمنة الميليشيات السورية الموالية لتركيا على المنطقة وفرضهم لـ"ضرائب وأتاوات" كبيرة، مما يزيد من معاناتهم مع الفقر والحاجة.

وأكد المزارعون أن «الإتاوة تلاحق حتى النازحين منهم، حيث يتم الاتصال بهم وتخييرهم بين إرسال الأتاوة أو سيتم جني كامل المحصول، وقطع الشجار، وقد تصل الإتاوة في بعض الأحيان إلى 25 ألف دولار.

وكشفت شهود عيان لتلك الوسائل في منطقة شيخ الحديد ( شيه ) التي تسيطر عليها تلك الميليشيات خصوصاً ميليشيا "سليمان شاه"  المعروف باسم ( العمشات ) بقيادة محمد الجاسم، أبو عمشة أن «عناصر الفصيل قاموا بالاستيلاء على مئات المنازل، وعلى محطة الوقود العائدة ملكيتها لآل كوجر، وبستان عائلة شيخ إسماعيل زادة بمساحة تقديرية 5 هكتارات من أشجار التفاح و الإجاص الكائنة ما بين طريق قنديلة – دوبر حيث قام "أبو عمشة" بتحويلها إلى مركز إيواء للخيول وحلبة سباق وتدريب، والاستيلاء على معصرة الزيتون العائدة ملكيتها لعائلة شيخ إسماعيل زادة وتحويلها لمقر عسكري.

كما قاموا بالاستيلاء على المحلات التجارية الكائنة مقابل محطة الوقود، العائدة ملكيتها لآل شيخ مراد وعلى 7 محلات تجارية تعود ملكيتها إلى عدد من أهالي القرية بغية تحويلها إلى سوبرماركت أو "مول أبو عمشة"، وأنهم قاموا بالاستيلاء على حقول الزيتون لكافة الأهالي المهجرين قسراً إلى منطقة الشهبا المقدرة بحوالي 270 ألف شجرة زيتون و الاستيلاء على أكثر من 300 من كروم العنب و بقية المحاصيل، وعلى حقل الزيتون العائدة ملكيتها إلى عائلة كمال آغا والمقدر عدد أشجارها بحوالي 3000 شجرة زيتون.

وبحسب تلك المواقع فإن إجمالي الأتاوات المفروضة من قبل "العمشات" على أهالي بلدة شيخ الحديد هو : مركز الناحية 250 – 300 ألف دولار أمريكي، قرية قرمتلق 125 – 150 ألف دولار أمريكي . جقلا ( فوقاني ، وسطاني ، تحتاني ) 150 – 200 ألف دولار أمريكي، وبذالك يتجاوز المبلغ الإجمالي المفروض على الأهالي مليون دولار أمريكي. 

هذا واعترف وزير الزراعة التركي في نوفمبر 2018 باستيلاء تركيا على محصول الزيتون في عفرين وبيعه. وجاء اعتراف الوزير ردّاً على اتهام رئيس حزب الشعوب الديمقراطي في جلسة برلمانية بنهب محصول زيت الزيتون في عفرين. وقال الوزير التركي خلال جلسات للبرلمان التركي حول موازنة عام 2019 «إنّنا في الحكومة نريد أن نضع أيدينا على موارد عفرين بطريقة أو أخرى، كي لا تقع هذه الموارد في يد حزب العمال الكردستاني إشارة إلى الأكراد».

 

 

 

المصدر: رصد