المخاطر المحتملة للخطط الأمريكية شمالي سوريا
عاجلت موسكو بالردّ على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توسيع المهمة العسكرية الأمريكية للسيطرة على حقول النفط في شمال شرقي سوريا، عبر وزارة خارجيتها، التي أكدت أن المناطق النفطية يجب أن تكون تحت سيطرة الحكومة السورية، فيما أعلن رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، قسطنطين كوساتشوف، أن نشر القوات الأمريكية شمالي سوريا يخلق مخاطر لهجمات بالصدفة على الدوريات السورية والروسية في المنطقة.
وفي تصريح صحفي اليوم الأربعاء قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين إن روسيا لا تنوي التعاون مع الولايات المتحدة حول مسألة تأمين مناطق إنتاج النفط في شمال سوريا.
وأكد فيرشينين أن النفط هو ملك للشعب السوري بأكمله، مضيفاً : "«نحن مقتنعون بأن الشعب السوري هو الذي يجب أن يدير موارده الطبيعية، بما في ذلك النفط».
وصرح الرئيس الأمريكي في وقت سابق أنه يعتزم إبقاء جزء من القوات الأمريكية في سوريا بذريعة حماية حقول النفط شرق البلاد من سيطرة "داعش".
وفيما تعلن واشنطن أن الهدف من هذا القرار حماية حقول النفط في سوريا من فلول "داعش"، لكنها لم تخفي مطامعها بالنفط السوري في أكثر من مناسبة وعلى لسان رئيسها ترامب، الذي قال مؤخراً أن "النفط غذّى تنظيم الدولة وعملياته، ويجب أن نأخذ حصتنا الآن"، فالولايات المتحدة تريد الاستفادة من تلك الحقول النفطية، والتحكم في المستفيدين منها.
وبدأت القوات الأمريكية، اليوم، بتسيير دورية عسكرية في منطقة مثلث الحدود السورية العراقية التركية، بحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان"
وأوضح "المرصد" أن الدورية انطلقت من قرية جنيدية بريف رميلان، حيث تتمركز حقول نفط كبيرة، وصولاً إلى حقلي السويدية وكرزيرو ومنطقة قره تشوك.
وأوضح البنتاغون أنه يعمل على إخراج نحو ألف عسكري أمريكي من سوريا، لكن سيتم إبقاء عدد من القوات للحفاظ على السيطرة على حقول النفط في أيدي "قوات سوريا الديمقراطية"، ومنع وصول أي طرف آخر، بما في ذلك الحكومة السورية أو روسيا، إلى هذه المواقع.
من جهته أعلن رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، قسطنطين كوساتشوف، أن نشر القوات الأمريكية بشمالي سوريا يخلق مخاطر لهجمات بالصدفة على الدوريات السورية والروسية في المنطقة.
وقال كوساتشوف في حديثه لوكالة "نوفوستي" الروسية، اليوم الأربعاء: «إضافة إلى "الإزعاج" القانوني توجد هناك مخاطر أخرى، وخاصة مخاطر وقوع هجمات بالصدفة على الدوريات السورية والروسية المتواجدة في هذه المنطقة بشكل شرعي خلافاً للوحدات الأمريكية».
وأضاف أن الهجوم العسكري على ممثلي السلطات الشرعية في أراضيهم الشرعية سيمثل "عدواناً لا غبار عليه وليس مركباً". وتابع: "إذا وقعت هناك إصابات أو تصعيد لحدة التوتر فسيكون كل ذلك بذمة "المدافعين عن النفط" العسكريين الأمريكيين الذين لا شيء لهم هناك ليعملوه، لا قانونياً ولا سياسياً".
من جهته أشار النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع بمجلس الدوما الروسي ألكسندر شيرين إلى أن مخططات الولايات المتحدة لنهب حقول النفط السورية “تشبه أعمال الزعيم النازي أدولف هتلر الذي احتل دولا أخرى بهدف مماثل”.
وقال شيرين في حديث لوكالة نوفوستي الروسية اليوم إن «موقف الولايات المتحدة اليوم لا يختلف عن موقف أدولف هتلر الذي قام بالاستيلاء على أراضي الآخرين واحتلالها من أجل الوصول إلى مواردها الخام» داعيا الإدارة الأمريكية إلى “إخراج عسكرييها” من الأراضي السورية.
المصدر: وكالات
بواسطة :
شارك المقال: