Friday November 22, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

المال مقابل الذل.. أم مجرد ميول ورغبات؟

المال مقابل الذل.. أم مجرد ميول ورغبات؟

 حسن سنديان 

"حابة تعيشي ملكة.. شغليني عندك أنتِ بتأمري ويلي بدك ياه بيصير وإلك راتب كمان" هكذا بدأ "رامي"، "اسم مستعار" بطرح رغباته الداخلية تجاه علاقة ثنائية أردا منها نوعاً ما الكشف عن "مازوخيته" ربما.

بدأ الحوار على وسائل التواصل الاجتماعي "مسنجر"، لم يكن على ما يبدو أنه تحرش، بل رغبة داخلية أردا رامي" بها توضيح ميوله المختلف. لم تنجح محاولته مع الفتاة "ب. ش" بل، طرح ميزات أخرى ربما تجعلها أكثر استجابة له قائلاً "أنا بشتغل بشركة أرامكو السعودية وجيت على سوريا بفترة كورونا معي مصاري كتير.. بدي عيش معك ليلة وكون متل الخاتم بإصبعك وإلك راتب بس أمري". لكن هذه المحاولة باءت بالفشل.

البعض يصف هذه الحالة "تحرش جنسي" وآخرون يصفونها بـ"إضرابات نفسية لم تتم بتراضي الطرفين"، وانتهت بنوع من الاعتذار عن قبول الفكرة، لكن ماذا في حال كانت هذه الفكرة متبادلة أو مطروحة من قبل شابين؟ هل هي إضرابات نفسية أم ميول يشابه المثلية.

يتلقى "ح.س" رسالة أيضاً عبر المسنجر «أنا وأهلي تحت أمر صرمايتك.. بس طلوب».. هذه الرسالة كانت صدمة بالنسبة لـ "ح.س" لم يكن يعرف ماذا يتصرف مع هذا الشاب. يسئل "ح.س" الشاب "فادي"، "اسم مستعار" صاحب الرسالة عن طلبه يقول «بشتغل عندك يلي بدك ياه بس أمرني!». ردة فعل "ح.س" كانت بحظر "فادي" على الفور، في حين لم يكن يعلم خلفية تصرف هذا الشاب إلا بعد سؤال أصحابه عن هذه التجربة التي تعرض لها، حيث روى لنا أن أحد أصدقائه أخبره بأن هؤلاء يندرجون تحت مسمى "المازوخيين"، يستمتعون بإيذاء أنفسهم لفظياً وجسدياً وهم موجودن في مجتمعنا في "سوريا" ولكن بغطاء مخفي ليس كباقي الميولات الأخرى "كالمثلية" وغيرها.

هذه الحالات التي تم عرضها تعتبر أن المازوخيين يتصرفون بهذه التصرفات لأغراض جنسية أما هم على حد وصف "رامي" يتصرفون على طبيعتهم فهم يحبون ذلك.

وتعود "المازوخية" إلى الروائي وصحفي نمساوي يدعى ليوبولد مازوخ، وهو صاحب الرواية الشهيرة "فينوس في معطف الفرو"، التي تروي قصة الكاتب نفسه صاحب الشخصية المازوخية وعشيقته، وعادة ما يتلقى المازوخي الألم من شخص آخر، أو شريك جنسي، يمكن أن يكون إنساناً عادياً وطبيعياً، ويقوم بتعذيب المازوخي بناءً على طلبه، أو قد يكون شريكاُ جنسياً، ذا شخصية سادية، أي أنه يعشق توجيه الألم للآخرين في أثناء الممارسة الجنسية، وفي هذه الحالة فإنه يطلق على الممارسة "سادومازوخية". لكن السؤال الأخير، هل هؤلاء موجودون في مجتمعنا في سوريا، أم مجرد ظاهرة نتاج حرب لفترة معينة؟

 

 

 

المصدر: خاص

شارك المقال: