Friday November 22, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

الكحول السورية تخسر أمام العرق المغشوش

الكحول السورية تخسر أمام العرق المغشوش

نور ملحم 

تضرر سوق انتاج العرق الذي كان حتى الأمس القريب فخر الصناعة السورية جراء الحرب الذي دمر الاقتصاد، فبات أمراً شائعاً شراء المشروب في زجاجة مختومة ليتبين لاحقاً أن محتواها مغشوش.

يقول "إميل" وهو موظف لـ "جريدتنا": «عندما اشتري زجاجة عرق بلدي وتظهر من طعمها إنها مغشوشة، نستخدمها  للتنظيف والتطهير والتعقيم  اليدين لاحتوائها على نسبة عالية من الكحول» 

يعد العرق السوري الذي يقارن أحياناً بالعرق التركي أو اليوناني أو الفرنسي، المشروب الكحولي التقليدي المفضل لدى السوريين ويصنع من عصير العنب المقطر واليانسون.

وبلغت كمية العنب المستلمة خلال العام الماضي أكثر من 5800 طن بحسب ما صرح به مدير عام الشركة السورية لتصنيع العنب المهندس "فادي شقير"، مبيناً أن نسبة الأرباح  تتعدى /66/ مليون ليرة سورية، كما أن نسبة تنفيذ الخطة الإنتاجية منخفضة بسبب ارتفاع أسعار العنب العصيري التي انعكست سلباً على المعمل حيث تعاني الشركة من ثمن المادة الأولية وضعف التسويق في ظل المنافسة والتزوير

ويضيف "شقير"، «القضية المهمة والتي مازالت دون أي حلول هي وجود منتج مزور لدى السوق المحلية يحمل اسم منتج عرق الريان، وهذا يؤثر على مبيعات المعمل بشكل كبير، علماً أن مبيعات الدولة قبل الحرب كانت تغطي 85% من حاجة السوق ولكن اليوم تغطي اقل من النصف، حيث كانت المؤسسة تبيع ما بين ثمانين ومئة الف ليتر شهريا أي نحو 125 الف زجاجة لكن اليوم بالكاد يباع الثلث».

ويعود هذا الانخفاض إلى انعدام الحركة السياحية إضافة لعدم القدرة الشرائية نتيجة مستوى المعيشي السيء كما يوجد تنافس ما بين العلامات التجارية الكبرى وعلامات مغشوشة أو أخرى أرخص تصنع من الكحول الصرف ونكهة اليانسون، وكذلك العرق اللبناني بعد دخوله إلى السوق السورية

ويوضح "الشقير"، «منتجنا يقلد في كل مكان، يعتقد الناس أنهم يتذوقون العرق لكنهم يشربون شيئا مختلفاً، العرق المغشوش يضرنا للغاية وثمنه أقل  من نصف ثمن منتجنا، فالمنافسة لم تعد على الجودة بل على السعر».

حاولت الحكومة إنعاش ما تبقى من الأنتاج من خلال خفض الضريبة المفروضة على المشروبات من 35 إلى عشرين في المئة لمواجهة المنافسين الذين يبيعون منتجهم بسعر 400- 800 ليرة سورية. 

لم ينكر "محسن" مالك متجر مشروبات في تصريحه لـ "جريدتنا"  «قيامه خلال سنوات الحرب ببيع العرق المصنوع ضمن الورشات الصغيرة والتي تكون بسعر منخفض مقارنة مع العرق المصنع من قبل معمل الدولة». 

ويضيف «قد يسبب العرق المغشوش صداعاً قوياً للبعض، ولكن يجلب الربح السريع وبعشرات المرات في حال بيعه».

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: