Thursday July 3, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

الخليفة الجديد.. "أوجلان" يرث "البغدادي" !

الخليفة الجديد.. "أوجلان" يرث "البغدادي" !


تواصل "قوات سوريا الديمقراطية"، الممارسات الشبيهة بما مارسه تنظيم "داعش"، خلال فترة وجوده في محافظات المنطقة الشرقية، وإن كان التنظيم القائم على أساس التطرف الديني قد وظف منابر المساجد للدعوة لأفكاره، والدعاء للخليفة المزعوم "أبو بكر البغدادي"، من قبل خطباء المساجد، فإن "قوات سورية الديمقراطية"، التي تزعم قيامها على أساس "علمانية"، أورثت هذه المنابر لرجال دين يدينون لها بالولاء، وآخر ما ابتكره "قسد"، أن حولت المساجد لمكان للدعوة لأفكارها، والدعاء للزعيم الروحي لـ "حزب العمال الكردستاني"، المعتقل في تركيا، "عبد الله اوجلان".

"أوجلان" الذي يعرف على إنه ماركسي الفكر، ويدعو لتحرير "الشعب الكردي"، من ظلم الأنظمة التركية المتعاقبة، تحولت "أفكاره"، إلى دروس للدين في المساجد، كما تحولت مطالبة المنظمات الحقوقية والإنسانية بممارسة الضغوط على تركيا لإطلاق سراحه بعد 21 عاما من الاعتقال، إلى ضرورات دينية من وجهة نظر "قسد"، لتصبح المنابر مكاناً، للترويج لأفكار من يعرف باسم "القائد آبّو"، دون أن تقدر "قوات سوريا الديمقراطية"، ردود الفعل الشعبية التي قد تنجم عن مثل هذه الخطوة.

اللافت إن "قسد"، قبل فترة كانت قد اعلنت عما أسمته بـ "مؤتمر الإسلام الديمقراطي"، والذي ترغب من خلاله بتطويع الأفكار الإسلامية بما يضمن بقاءها لأطول فترة ممكنة، على أن تتحول مسألة الولاء لها من قبل السكان في المنطقة الشرقية، إلى "واجب شرعي"، فما الذي اختلفت به "قسد"، ذات الواجهة العلمانية كما تزعم، عن تنظيم "داعش"، الذي لا يخجل من تشدده وتكفيره للآخر..؟

الطريف إن "قسد"، تحول اعتقال "أوجلان" من قبل "أنقرة" إلى قضية محورية وأساسية بالنسبة لها في وسائل الإعلام فقط، في حين أن مصادر مقربة منها، أكدت لـ "جريدتنا"، أن قادة حزب "العمال الكردستاني" لا يرغبون أصلاً بخروج "أوجلان"، من معتقله خشية من الاضطراب العقلي الذي يعاني منه بعد سنوات الاعتقال الطويلة، إذ إن خروجه قد يفضي إلى تحولات لا تحمد عقباها بالنسبة لقادة المشروع الانفصالي عن العراق وسوريا، إذا ما قرر الرجل أن الانفصال ليس هدفا كرديا، فمن المعروف إن "أوجلان"، لم يكن يناصب الدولة السورية العداء، ولم يذهب في أي وقت مضى نحو إعلان العداء لها طيلة الأزمة السورية، وإذا ما أعلن "القائد أبو"، علانية إن الحوار مع دمشق والعمل لصالحها بعيداً عن التعامل مع واشنطن ضرورة ومصلحة كردية، فإن الشارع الكردي سينقلب على "قسد"، ولن يذهب نحو تأييدها إلا لم تلتزم بتعليمات وأوامر القائد.

لا توفر "قسد"، مناسبة إلا وتضع "قضية أوجلان" على الطاولة، إلا أن المفاوضات التي تجريها مع "تركيا"، لم تتطرق إلى هذا الموضوع من قريب أو بعيد، بحسب المعلومات التي حصلت عليها "جريدتنا"، ومع التذكير بأن "قسد"، تضع  ما تسميه بـ "أفكار القائد أبو"، ضمن المناهج التي تفرضها على المدارس الخاضعة لسيطرتها، فمن الطبيعي أن تحول القائد الروحي لها إلى "خليفة للمسلمين"، في المنطقة التي تسيطر عليها، لتضمن ولاء وتبعية على أساس ديني من الأكراد وغيرهم.

المصدر: خاص

شارك المقال: