Friday May 3, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

الجيش السوداني بين "حماية المظاهرات والخوف من الفوضى"

الجيش السوداني بين "حماية المظاهرات والخوف من الفوضى"

«الجيش عملياً انحاز إلى الشعب، ونحن الآن في انتظار إعلان رسمي بهذا الانحياز، والبدء بترتيباتٍ للانتقال الديموقراطي»

هكذا وصف القيادي في الحراك الشعبي السوداني المعارض "محمد الأسباط" لقناة "الحرة" الأميركية، موقف الجيش السوداني من المظاهرات التي تنادي بإسقاط الرئيس "عمر البشير" والمندلعة في البلاد منذ أكثر من أربعة أشهر لليوم.

إذ تراهن المعارضة السودانية  اليوم على تكرار تجربتي إسقاط الرئيسين السودانيين "ابراهيم عبود" عام 1964و"جعفر النميري" عام 1985، حينها كان وقوف الجيش في خندق المتظاهرين حاسماً، فواضحٌ أن ذلك الرهان كان الدافع وراء قرار أقطاب الحراك الشعبي تنفيذ اعتصامهم المستمر منذ السبت الماضي حتى اللحظة أمام مقر وزارة الدفاع السودانية.

 ورغم عدم صدور موقفٍ إيجابيٍ رسميٍ واضح حتى الآن من المؤسسة العسكرية السودانية تجاه مظاهرات المعارضة، إلا أن قيام عناصر الجيش بحماية المعتصمين من محاولة رجال الأمن فض الاعتصام، وصولاً إلى إطلاق طلقات تحذيرية في الهواء فوق رؤوس رجال الأمن السودانيين، وسقوط عدد من الضحايا العسكريين أثناء حمايتهم للمظاهرات، والسماح بدخول عدد من المعتصمين إلى مقر القيادة العامة للجيش، للاحتماء من هجمات رجال الشرطة السودانية اليومية عليهم، ذاك كله أعطى مؤشرات لتغير ما في موقف الجيش الذي كان داعماً بلا تردد للبشير.

مع ذلك يظهر أن حسابات الجيش السوداني أكثر تعقيداً مما تروج له المعارضة، فمع عدم وجود قيادات بديلة في صفوف الأحزاب المعارضة السودانية، قادرة على الإمساك بالبلاد والحفاظ على وحدتها، وفي ظل وجود قوات شبه نظامية مؤيدة للبشير، ومع احتمال انقسام الجيش السوداني على نفسه، بسبب ولاء عدد من الوجوه العسكرية الكبيرة للبشير في صفوفه، يصبح قرار التخلي عن "عمر البشير" قراراً صعباً على المؤسسة العسكرية، التي قال رئيس أركانها "عبد المعروف الماحي" أنها لن تسمح لـ« شذاذ الآفاق من قيادات التمرد المندحرة، ولوكلاء المنظمات المشبوهة في الخارج بالسيطرة على السودان».

في هذا السياق يبدو العرض الذي قدمه القيادي المعارض "الصادق المهدي" للرئيس البشير هو الأقرب لمنطق العقل والأسلم لحماية السلم الأهلي وحقن الدماء، حيث خيّر المهدي البشير بين تسليم السلطة لقيادةٍ من الجيش السواداني تتولى التفاوض مع المعارضة، أو قيام البشير نفسه بالتفاوض تمهيداً لإقامة نظام جديد توافقي بين كل التيارات السودانية، وهو الخيار الذي يبدي البشير تجاوباً معه مع عدم ثقة أقطاب الحراك المعارض بجدية التزامه به. 

 

المصدر: خاص

شارك المقال: