الجبهات تتحرك في سوريا بعد سبات .. هل سقط اتفاق سوتشي؟

تزامناً مع أكبر أزمة وقود تشهدها سوريا، ومع تنامي الحاجة السورية لاستعادة السيطرة على مناطق شرق الفرات الغنية بالثروات النفطية والتي ما تزال تحتلها ميليشيات قسد المدعومة من الولايات المتحدة، لوحظ تصاعد تحركات عشائرية على شكل مظاهرات سلمية، ترفع شعاراتٍ معارضة لقوات سوريا الديمقراطية، وذلك على التوازي مع تقدم الجيش السوري من قرية “جعيدين” شرقاً مروراً بـ “هورة الجريات” حتى منطقة “شعيب الذكر” غرباً، بعمق 3 كيلومترات مع انسحاب سريع لقوات قسد تفادياً لفتح مواجهة عسكرية.
كما قام بعض سكان ريف دير الزور وفي نفس السياق، بمنع صهاريج نقل النفط والغاز التابعة لـ"قسد" من نقل حمولتها من منطقة شرق الفرات إلى الحسكة ومنها إلى منطقة كردستان العراق، حيث أغلق الأهالي الغاضبون من سرقة النفط السوري وتهريبه إلى كردستان، الطرقات بالإطارات المشتعلة، فيما ردت قوات “قسد” بمحاولة فتحها بإطلاق الرصاص الحي تجاه المحتجين ما أدى إلى وقوع ضحايا.
واتقاءً لغضب الأهالي وتجنباً لسيطرتهم على حقل كونيكو للغاز بريف دير الزور الشرقي، قامت القوات الأمريكية بطرد ميليشيات قسد من الحقل، وسيطرت عليه بنفسها.
وفيما ترجح مصادر إعلامية أولوية معركة شرق الفرات على معركة إدلب في الغرب، لا تبدو جبهة إدلب بعيدةً عن سيناريوهات التصعيد المفاجئة هي الأخرى، حيث يقترب اتفاق سوتشي الذي وقعه كل من بوتين وأردوغان، من حافة الانهيار، مع المعلومات المتواترة عن قيام جيش "العزة" بإغلاق الطريق الدولي الواصل بين حماة وإدلب، رفضاً لتسيير دوريات عسكرية تركية - روسية في المنطقة، وتهديد التنظيم بقتل أي جندي روسي يدخل المنطقة.
بالإضافة للخروقات الأخرى للاتفاق، والتي لم تتمكن تركيا من إيقافها، كالاستفزازات التي تقوم بها الفصائل المسيطرة على إدلب تجاه القاعدة العسكرية الروسية في حميميم، وذلك عبر محاولة استهدافها بواسطة الطائرات المسيرة وصواريخ غراد، والهجمات التي تشنها تلك المجموعات على مواقع الجيش السوري في ريفي حلب وحماة بشكلٍ دوري.
ويرى مراقبون أن الغموض الذي يكتنف نوايا الجيش السوري وحلفائه اتجاه الجبهتين السابقتين مقصود، سواء بهدف تحقيق عنصر المباغتة و المفاجأة عندما تنضج الظروف السياسية لتحرك الدبابات، أو كجزء من الضغوط الممارسة على قسد بهدف إجبارها على تسليم المنطقة سلماً خصوصاً مع ازدياد الضغوط التركية عليها.
المصدر: خاص
شارك المقال: