"الإيغور" نحو تركيا.. كيف ينظر أردوغان إلى سوريا اليوم ؟
تعمل القوات التركية على الرمي بـ "السوريين"، المعتقلين من قبلها في مدينة "إسطنبول"، في داخل الأراضي السورية أياً كان ميلهم السياسي، في وقت تحافظ فيه على حركة آمنة لعوائل المقاتلين المنحدرين من أصول تركستانية نحو مدينة "أنطاليا"، التركية، وتقول المعلومات التي حصلت عليها "جريدتنا" إن «حرس الحدود التركي المعروف باسم "جندرما"، يقوم بإطلاق الرصاص بشكل مباشر على أي مدني يحاول عبور الحدود إذا لم يكن ينتمي للمقاتلين الأجانب المنتشرين في شمال غرب سوريا».
تكلف "مغامرة التهريب"، عبر الحدود نحو تركيا، مبلغ ٣٠٠ دولار أمريكي للشخص الواحد، بعض العوائل التي تتخوف من البقاء تحت رحمة الميليشيات المسلحة في "إدلب" أو المناطق التي تسيطر عليها شمال غرب محافظة "حلب"، تذهب نحو هذه المغامرة على الرغم من التكلفة المالية العالية، والمخاطر التي قد تحدث أثناء عملية العبور، إضافة إلى التغير الكبير في مسار الحكومة التركية من السوريين المقيمين في أراضيها، وهذا التحول جاء بعد خسارة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا لـ "بلدية اسطنبول"، لكن الرحلة لعوائل المقاتلين الأجانب أسهل مما يتم الترويج له، إذ أنّ الـ "جندرما"، تقوم بنقل العوائل الأجنبية إلى مدينة "أنطاليا"، بسيارات تتبع للجيش التركي وفقاً للمعلومات، ليتم وضعهم في مناطق تشرف عليها الحكومة التركية بصفة "لاجئين".
إن الحاجة التركية لنقل المقاتلين المنحدرين من أصول "تركستانية"، والمقصود بهم المقاتلين المنحدرين من أقلية "الإيغور"، الصينية، تشير إلى أن "أنقرة" تتجه نحو إعادة توظيف هؤلاء في معركة أخرى، ربما لا تكون الأراضي السورية مسرحها إذاً ما قرأت المعلومات التي تتحدث عن تدخل تركي مباشر في الحرب الدائرة في ليبيا، لصالح التنظيمات المتطرفة وعلى رأسها تنظيم "القاعدة".
ويشكل تحول الجنوب التركي إلى أرض للتنظيمات الجهادية أحد أكبر المخاوف اﻷمنية التي تدفع أنقرة للحفاظ على موقفها الداعم لـ "جبهة النصرة"، في شمال غرب سوريا، ومع معرفة أن إمكانية الاستفادة من المقاتلين الأجانب في الداخل السوري باتت معدومة نتيجة للخلافات الكبرى التي تجمع بين "جبهة النصرة"، وما تسميه أنقرة بـ "الجيش الوطني - الجيش الحر"، فإن ترحيلهم نحو "ليبيا" سيكون الخيار الأكثر سلامة بالنسبة لنظام يحكمه "رجب طيب أردوغان"، وعلى الرغم من أن الأخير يفكر جدياً بمعركة جديدة مع "قوات سوريا الديمقراطية"، في مناطق شرق الفرات، إلا أنه يريدها معركة من دون أجانب، لتتحول المنطقة الآمنة التي يريد إنشاءها بالقرب من الحدود المشتركة مع سوريا إلى "محمية إخوانية" جديدة في سوريا، يستكمل بها الخطوات الحثيثة التي يقوم بها في مناطق مثل "جرابلس - الباب - أعزاز - عفرين - جنديرس - الشيخ حديد"، لتغير البنية الديموغرافية لهذه المناطق، بما يبعد ما يسميه الأتراك بـ "الخطر الكردي"، عن الحدود.
إن عمل "أردوغان" في الملف السوري ينقسم حالياً إلى ثلاث مستويات، في الأول يعيد "حزب العدالة والتنمية"، بناء شعبيته بين الأتراك من خلال ورقة اللاجئين السوريين وترحيلهم من المدن الكبرى وخاصة "اسطنبول"، التي تعد أحد أهم المدن التركية في حسابات الانتخابات، والمستوى الثاني يفكر "أردوغان" بالتغيير الديموغرافية لمناطق الشريط الحدودي من مدينة "المالكية"، بأقصى الشمال الشرقي لسوريا، وصولاً إلى "الشيخ حديد"، التي تشكل أكبر المناطق الحدودية في الشمال الغربي، أما المستوى الثالث، فهو إيجاد "أرض جهاد" جديدة للمقاتلين من الجنسيات المتعددة، وذلك لمعرفة "أنقرة" المطلقة إن الدولة السورية وحلفاءها لن يبقوا على المناطق الواقعة شمال غرب سوريا خارج سيطرة "دمشق".
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: