الحراك اللبنانيّ إلى أين ؟!
بدا وسطُ بيروت صباح اليوم أشبه بساحة حرب، تتصاعدُ منه أعمدة الدخان وسط تناثر الزجاج وانتشار حاويات النفايات وبقايا الإطارات المشتعلة في الشوارع، تزامناً مع هدوءٍ حذر عقبَ تراجع حدة المظاهرات التي تخللتها اشتباكات على مدار اليومين الماضيين، وسط دعوات للتظاهر لليوم الثالث على التوالي.
وبقيت طرق معظم المدن والبلدات مقطوعة، إذ لا تزال الطرق المؤدية إلى المطار الدولي مقطوعة بالإطارات المطاطية المشتعلة، مما يعيق حركة المسافرين ذهاباً وإياباً.
كما أقفلت المصارف والمدارس أبوابها في جميع أنحاء لبنان، كما هو حال معظم المؤسسات التجارية، لا سيما في العاصمة بيروت، وسط ترقب لتجدد الاحتجاجات اليوم.
ولم يغادر المعتصمون ساحة رياض الصلح وسط العاصمة بيروت، على الرغم من استخدام قوات الأمن القوة لتفريقهم الليلة الماضية.
واعتدى متظاهرون على الممتلكات العامة والخاصة في وسط بيروت، حيث أقدم محتجون على تكسير وإحراق العديد من واجهات المحلات التجارية والمباني.
وتولّى الجيش اللبناني، صباح السبت، إعادة فتح بعض الطرق الدولية، فيما كان شبان يجمعون الإطارات والمتاريس في بيروت ومناطق أخرى تمهيداً لقطع الطرق الرئيسية، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس.
وفي محاولة لتدارك الأزمة، منح رئيس الحكومة "سعد الحريري"، الجمعة، "شركاءه" في الحكومة، في إشارة إلى ميليشيات حزب الله والتيار الوطني الحر، مهلة 72 ساعة، "لتقديم جواب واضح بأن هناك قراراً لدى الجميع للإصلاح ووقف الهدر والفساد".
واستبق رئيس التيار الوطني الحر الوزير "جبران باسيل" كلمة "الحريري"، بإعلان رفضه استقالة الحكومة، معتبراً أن هذا الأمر قد يؤدي إلى وضع "أسوأ بكثير من الحالي".
وشهدت مدن عدة، أبرزها طرابلس شمالًا والنبطية جنوباً تجمعاً للمتظاهرين منذ ساعات الصباح الباكر من يوم الجمعة، وواصل المحتجون اعتصامهم حتى منتصف الليلة الماضية، التظاهرات التي جاءت بعد شرارةس ألقتها الحكومة اللبنانية بنفسها وهي فرض ضريبة على "واتساب" الأمر الذي لم يكن بالحسبان أن يوصل لبنان إلى حالة من الفوضى العارمة والاحتجاجات الواسعة.
المصدر: رصد
بواسطة :
شارك المقال: