الحلّاج وابن عربي ... منافسة درامية

عمر الشريف

لا يخلو موسم درامي من منافسة فنية شرسة بين عملين أو أكثر، حيث شهد الموسم الماضي سباقاً بين عملين تاريخيين (هارون الرشيد والمهلّب بن أبي صفرة) مع اختلاف كلّ منهما في الحقبة التاريخية المتناولة، كما المنافسة السنوية بين أعمال الدراما الشامية.

يعود الموسم الحالي بصراع محتدم بين مسلسلين تاريخيين يسردان حكاية اثنين من أشهر أعلام الصوفية "محي الدين ابن عربي" و"الحلّاج"، فالكاتب محمد البطوش روى حكاية الصوفي الشهير "محي الدين ابن عربي" الذي يلقبّه مريدوه وأتباعه بـ(الشيخ الأكبر)، وسيكون بعنوان "مقامات العشق"، أُسند دور "ابن عربي" للفنان الشاب لجين اسماعيل، ويشاركه البطولة نسرين طافش، مصطفى الخاني، يوسف الخال، قمر خلف وغيرهم.  

يوضح مخرج العمل أحمد إبراهيم أحمد أنّ المسلسل سيبرز فكر ابن عربي المتسامح الذي يدعو إلى المحبة، ويبتعد عن التوثيق الدقيق لحياة المتصوّف الشهير، وسيعيش المشاهد بحسب مخرج لعنة الطين مع ابن عربي في كافة مراحل حياته بدءاً من ولادته بمدينة مرسية في الأندلس ورحلته في الزهد والتصوف في عدة دول عربية  حتى وفاته في دمشق عام 1240م. 

على الضفة الأخرى، حكاية قائل "والله ما طلعت شمسٌ ولا غربت إلا وحبّك مقرونٌ بأنفاسي" ستكون حاضرةً في رمضان المقبل على الشاشة الصغيرة.

حيث يتابع المخرج علي علي تصوير مشاهد مسلسل "الحلّاج" للكاتب أحمد مغربي في دمشق، وسيغوص المسلسل في حياة المتصوف المعروف المليئة بالعقبات بعصر الخلافة الثانية والاضطرابات التي رافقت هذه المرحلة في كل مفاصل الحياة الاجتماعية والسياسية والاجتماعية، غسان مسعود تصدّى للشخصية، ويشاطره بطولة العمل منى واصف، منذر رياحنة، زهير رمضان عاكف نجم وآخرين. 

الملفت في هذه المنافسة أنّ المسلسلين من إنتاج قناة أبو ظبي، وسيعرضان عليها في رمضان المقبل، مما دفع الكثير للتساؤل لماذا تنتج أبو ظبي عملين لأشهر المتصوفة في التاريخ بنفس الوقت؟ وهل سنرى منتصراً ضمن هذه المنافسة الدرامية ؟ وهل تنجح أبو ظبي في حمل عبء تقديم هكذا شخصيتين يتمتعان بشعبية كبيرة حتى وقتنا الحالي؟

المصدر: خاص

بواسطة :