Monday May 20, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

الحكومة تتجاوز ما كانت تسميه " الخطوط الحمراء"

الحكومة تتجاوز ما كانت تسميه " الخطوط الحمراء"

مع مطلع الفجر وشرب فنجان القهوة تدفع الحكومة 4 مليارات ليرة سورية ... هذا ما أكده وزير المالية مأمون حمدان  في إحدى تصريحاته المتعلقة بكلفة دعم الخبز والكهرباء والمشتقات النفطية ليستدرك  "حمدان" بالقول: ذلك لا يعني أن هذا المبلغ يعني كل الدعم الذي تقدمه الحكومة يومياً وإنما يخص هذا الدعم ثلاثة قطاعات فقط.

تبرير حكومي جاهز ...

التبرير جاهز بشكل دائم لدى جميع الوزراء وعلى شكل قالب الهرم في الصحافة ولكن تتغير العناوين من  وزير لأخر ...وهي أن  الحرب أضعفت القدرة على تقديم الدعم المزعوم للمواطن لذلك توقفت الحكومة ومنذ  عام 2012 عن تقديم المواد الغذائية المدعومة، بينما بقيت المحروقات متاحة ويمكن الحصول عليها... إلا أن جاءها الدور وتم رفع الدعم عنها، الأمر الذي وفّر للخزينة مبالغ مالية لا بأس بها إلا أنها ألحقت أضراراً جسيمة بالوضع المعيشي لغالبية المواطنين السوريين نتيجة ارتفاع أسعار تلك المواد لأكثر من عشرة أضعاف في أدنى حالاتها بالأسواق.

تشكيك بالأرقام ...

وكان قد شكك المدير العام السابق لـ”المكتب المركزي للإحصاء” الدكتور “شفيق عربش” في البيانات والتقديرات التي يصدرها “المكتب المركزي للإحصاء”، خاصة المتعلقة بتعداد السكان مؤكداً في تصريحه أن الدعم الذي تقدمه الحكومة للمواطن وهمي وغير موجود، لأن الأرقام غير صحيحة وهي وهمية لأنه لو كانت تلك الأرقام حقيقية، لكانت برزت في قطع الحسابات أو الإنفاق الفعلي للحكومة.

وفي سياق متصل أكد مصدر مسؤول في تصريح لـ جريدتنا أن الدولة اعتماد خطة لرفع الدعم عن المواد الغذائية والاستهلاكية بشكل كامل نتيجة خسارتها حوالي 150 مليون دولار يومياً ومقارنة بدول الجوار التي اتبعت هذه السياسة ونجحت باقتصادها.

الدعم وهمي ..                                      

يؤكد الاقتصادي الدكتور عمار اليوسف في تصريح لـ جريدتنا أن الدعم المقدم من قبل حكومة اسمي وليس حقيقياً، لافتاً إلى أن الحكومة تواجه مشكلة في المحافظة على حاضنتها الاجتماعية، يظهرالعجز كاملاً في دعم العائلات الفقيرة أو شبه معدمة، مشيراً إلى أن تدعي الدعم بينما  تصريحاتها مقارنة مع مستوى الدخل يعد تحت الصفر بعشرين درجة ضمن المعايير العالمية  فالموظف في الدولة لا يتقاضى 10 % مقارنة من دخل الموظف بالدول المجاورة

وأضاف اليوسف: من المتعارف عليه في سورية أن الخبز هو المادة الأساسية لتغذية الفقير قبل الغني ولكن نلاحظ أن في جميع التصريحات الرنانة للحكومة تبدأ "بتمنين" الشعب أن تكلفة ربطة الخبز تصل إلى 200 ليرة سورية وهي تباع بمبلغ 50 ليرة، وكأنها تريد إيصال رسالة للمواطنين " نحنا عم ندفع وندعمك لهيك لازم نرفع السعر " علماً أن سعر ربطة الخبز كانت 15 ليرة سورية وكانت تقول الحكومة إنه خط أحمر إلا أن هذا الخط الأحمر تم تجاوزه وتم رفع سعره بنحو 70%، في خطوة غير مسبوقة بهدف الحد من كلفة الدعم الذي يثقل كاهِل الدولة في ظل الأزمة الاقتصادية القائمة.

80% من الدعم للأغنياء ...

وبحسب اليوسف فأن المشكلة لا تكمن في بنود الموازنة وأرقامها وحجم المبالغ والاعتمادات المرصودة لها، وإنما في التطبيق والتنفيذ والمتابعة والإنجاز على أرض الواقع، وفي السياسات الاقتصادية.

مبيناً أن الأغنياء ورجال الأعمال وأصحاب المصانع والمعامل، يستفيدون بأكثر من 80% من الدعم الحكومي، مشيرا إلى أن الكثير من رجال الحكومات السابقة هم أصحاب مصانع ولهم مصالح كبيرة في الإبقاء على الوضع على ما هو عليه، ومن ثَـمّ فقد ازداد الغني غِنى وازداد الفقير فقرا.

وفي النهاية نستنتج أن  الموظف السوري ينفق حالياً لشراء المواد التي من المفترض أن تكون مدعومة لتساعده في رفع مستوى معيشته، مابين (42% – 72%) من الراتب وقد تزيد أكثر مع إضافة الكهرباء، مايجعل القضية عكسية في ضرب قدرته على الاستمرار في الحياة بظل هذه المعادلة.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: